الاتحاد الأوروبي يؤجّل توقيع اتفاق التجارة مع ميركروسور إلى يناير وسط احتجاجات المزارعين ومعارضة من فرنسا وإيطاليا
أعلنت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، باولا بينيو، الخميس أن توقيع الاتفاق التجاري الضخم بين الاتحاد الأوروبي وكتلة دول أميركا الجنوبية ميركروسور سيُؤجَّل حتى يناير، مما يؤخر إنجاز اتفاق استغرق نحو 25 سنة من المفاوضات.
كانت المستشارة أورسولا فون دير لاين مُرتقبة أن تسافر إلى البرازيل لتوقيع الاتفاق، لكنها احتاجت إلى دعم أغلبية واسعة من دول الاتحاد قبل الإقدام على هذه الخطوة. وأفادت وكالة الأنباء أن تسوية تأجيل التوقيع جرت بين فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، على أن تصوت إيطاليا لصالح الاتفاق في يناير.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب عند وصوله إلى قمة بروكسل عن معارضته وطلب مزيداً من التنازلات ومواصلة المناقشات في يناير. وقال إنه يناقش مع زعماء من إيطاليا وبولندا وبلجيكا والنمسا وإيرلندا، وغيرهم، خيار تأجيل التوقيع بسبب الضغوط التي تواجهها قطاعاتهم الزراعية. وصرّح ماكرون: «المزارعون يواجهون بالفعل تحديات جسيمة».
الاتفاق الذي يشمل الأرجنتين والبرازيل وبوليفيا وباراغواي وأوروغواي، سيُعد الأكبر بالنسبة للاتحاد من حيث خفض الرسوم الجمركية. لكن معارضة فرنسا وإيطاليا تعكس مخاوف من تدفّق سلع أرخص قد يضرب صغار وكبار المزارعين الأوروبيين، بينما ترى ألمانيا وإسبانيا والدول الإسكندنافية أن الاتفاق سيساعد في زيادة الصادرات المتضررة من الرسوم الأميركية ويقلل الاعتماد على الصين بتأمين الوصول إلى معادن استراتيجية.
رئيس البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا قال إن ميلوني طلبت منه «الصبر» وأشارت إلى أن إيطاليا ستصبح مستعدة في نهاية المطاف للموافقة. في المقابل، أبلغت المفوضية دول ميركروسور بالقرار، وبعد رد فعل أولي حاد حمل طابع إنذار «الآن أو أبداً» فتح البرازيل الباب أمام تأجيل التوقيع لمنح الوقت لكسب تأييد الدول الممانعة.
تأتي هذه التطورات بعد أن قام مزارعون بقطع طرق في بروكسل بجراراتهم وأطلقوا ألعاباً نارية احتجاجاً على الاتفاق، ما دفع قوات الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وفد المزارعون إلى العاصمة البلجيكية قادمين من أماكن بعيدة مثل إسبانيا وبولندا حامِلين بطاطا وبيضاً للقذف، ودارَ تبادل حاد مع الشرطة بينما أضرم محتجون إطارات وحملوا نعشاً خشبياً مكتوباً عليه «الزراعة» كرمز للاحتجاج.
أدى العنف إلى إجلاء بعض موظفي البرلمان الأوروبي بعد أضرار سببها بعض المتظاهرين، في حين لم يتضح بعد ما سيجري بين الآن ومنتصف يناير لدى تصاعد القوى المتناقضة في هذا الجدل، مع توقعات بأن توقيعاً محتملاً قد يحدث منتصف يناير بدلاً من ديسمبر.