الاستيلاء على الأراضي نظرة من الداخل إلى الحملة الإسرائيلية المتصاعدة للسيطرة على الضفة الغربية

كل سبت، تقطع قطعان الغنم التي يملكها مستوطنون يهود ممرات بساتين الزيتون التي اعتنى بها رزق أبو نعيم وعائلته لأجيال، فتكسّر أغصان الأشجار وتتضرّر الجذور. يقود هؤلاء المتطرّفون، المسلحون وأحياناً الملثمون، مواشيهم لتصرِف من مياه العائلة القليلة بينما يراقب السيد أبو نعيم المشهد من خيام المَغَيّر المتهالكة، حيث يسكن فوق الوادي.

«أرجوكم، أرجوكم. يا رب، دعونا وشأننا»، هكذا استذكر ما قاله لمستوطنين خلال مواجهة حديثة. «اذهبوا بعيداً. لا نريد مشاكل».

مساحات شاسعة من أرض مزرعته ومحاصيله من القمح استولى عليها مستوطنون إسرائيليون أقاموا على التلال المجاورة بؤرًا استيطانية — مخيمات غير قانونية قد تتسع لاحقًا إلى مستوطنات كبيرة.

فُتحت طرق جديدة عبر الأرض التي ترعى عليها قطيعه، ويصرّ المستوطنون، وفق روايته، على سرقة الحيوانات بانتظام. قبل ستة أشهر اقتحم ملثم مسلّح منزله العائلي عند الثالثة صباحًا، وهاجم آخرون بيت ابنه في كانون الأول الماضي ليقطعوا الخيام ويسرقوا الألواح الشمسية.

تعاقب أفراد العائلة على حراسة الأغنام ليلاً ضد هجمات المستوطنين. وفي يوم من الأيام وجدناه مستلقيًا على وسائد، والراديو المحمول مضغوط على أذنه يطالع أخبار المنطقة.

«اذهبوا. ارحلوا من هنا. اتركوا المكان» — هكذا يكرر المستوطنون مطالبتهم له. فردّ عليهم: «أنا في السبعين من عمري، وعيشت هنا طيلة حياتي. وأنتم جئتم أمس وتريدونني الآن أن أغادر إلى بيتي؟ هذا بيتي».

قد تبدو مأساة فلاح يحاول أن يكسب رزقه من أرض مرصّعة منذ العصور التوراتية بأشجار الزيتون المتجعدة وقطيعٍ من الغنم بعيدة عن صراع القوى الحديثة، لكن هذه التلال النائية والقُرى الصغيرة تقف على الجبهة الأمامية لصراع جيوسياسي معقّد.

حتى مع انشغال العالم بالحرب في غزة خلال السنتين الأخيرتين، تغيرت الوقائع على الأرض في الضفة الغربية، وتصاعدت المعركة على السيطرة على أراضي بيت لحم وأريحا ورام الله والخليل. بالنسبة إلى كثير من الفلسطينيين تمثل هذه الأراضي أساس دولة مستقبلية وسلام آتي؛ وبالنسبة إلى كثير من اليهود هي وطن شرعي.

المستوطنون اليهود المتطرّفون والفلاحون الفلسطينيون هم جنود المشهد الميداني لهذا النزاع المستمر، امتدادٌ لحرب 1948 التي واكبت قيام دولة اسرائيل. ومنذ هجوم 7 تشرين الأول 2023، اعتنقَت حكومة يمين متطرّف استراتيجية توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مُحوِّلةً المنطقة قطعةً قطعة من نسيج قُرى فلسطينية متصلة إلى مجموعة أحياء إسرائيلية.

الحملة العنيفة المستمرة من هؤلاء المستوطنين — التي يقول منتقدون إنها تُتسامَح معها قوات الجيش غالبًا — تتضمن مضايقات وحشية، اعتداءات وضربًا وحتى قتلًا، إلى جانب إغلاق طرق رئيسية وبلدات. يقترن ذلك بزيادة حادة في مصادرة الأراضي من الدولة وهدم القرى لإجبار الفلسطينيين على التخلّي عن ممتلكاتهم.

كثير من هؤلاء المستوطنين شباب متطرّفون تتخطى آراؤهم حتى أيديولوجية اليمين المتطرّف في الحكومة. هم لا يتلقون بالعموم أوامر مباشرة من قيادة الجيش، لكنهم يدركون أن الجيش غالبًا ما يغضّ الطرف أو يسهّل أفعالهم. وفي حالات كثيرة يكون الجيش ذاته الذي يُجبر الفلسطينيين على الإخلاء أو يأمر بهدم منازلهم بعد أن يفرّهم المستوطنون.

حاولنا التحدّث مع مستوطنين في قريتين يستهدفهما هذا الضغط، فلم يوافق أحد على الكلام معنا. وفي بيان، قال الجيش الاسرائيلي إن «قواته ملتزمة بالحفاظ على النظام والأمن لجميع سكان المنطقة وتتصرف بحزم ضد أي مظاهر للعنف ضمن نطاق مسؤوليتها».

الحكومة اليمينية المتطرفة كانت صريحة في هدفها: تقويض ما يسميه الدبلوماسيون «حل الدولتين». «كل بلدة، كل حي، كل وحدة سكنية»، قال وزير المالية اليميني المتطرف بزعال سموترش، «هي مسمار آخر في نعش هذه الفكرة الخطيرة».

يقرأ  إسرائيل بحاجة إلى استقرار وليس غزةغزة

لسنوات حذّرت الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومعظم دول الغرب من أن توسّع المستوطنات سيجعل قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا أمرًا مستحيلًا. واليوم يواجه قرويون وفلاحون فلسطينيون يأسًا وهم يشاهدون الاستيلاء على أراضيهم بوتيرة غير مسبوقة، وخشية أن تصبح التغيرات لا رجعة فيها.

أمضينا أكثر من شهرين في نحو اثنتي عشرة قرية في الضفة، التقينا عائلات فلسطينية ومسؤولين محليين ومزارعين بدو ونشطاء حقوق إنسان. شاهدنا مجموعات من المستوطنين الشباب تظهر في القرى الفلسطينية للمضايقة والترهيب.

قابلنا أسرة في طولكرم فُقدت ابنتهم رهاف الأشقر (21 سنة) في شباط عندما انفجر ما زُعم أنه عبوة زرعها جنود اسرائيل أثناء مداهمة منزلهم بزعم البحث عن «إرهابيين».

رأينا سياجًا بطول ستة أمتار مغطّى بأسلاك شائكة أقيم هذا العام في بلدة سنجل يبعد وليد نعيم عن بساتين عائلته. شاهدنا مستوطنين يقطعون الطريق ويمنعون فلاحين فلسطينيين من مغادرة أراضيهم بعد جني الزيتون في تشرين الأول. وبعد اقتحام مستوطنين وجنود بوابة مزرعة مشير حمدان في ترمسعيا، قرّر إخلاء أغنامه وماشيته ودواجنَه لإبقاء رزقه.

درست الصحيفة خرائط وأوامر محاكم توثّق توسّع مطالب الحكومة الاسرائيلية على أراضٍ كانت فلسطينية لزمن طويل، وصوّرنا بناء حواجز طرق تهدف إلى تقييد حركة الفلسطينيين ورأينا إقامة أسوار تقطع الفلاحين عن أراضيهم.

الهجمة الاسرائيلية قضت عمليًا على حياة فلسطينية حرة في الضفة الغربية. ورغم أن السلطة الفلسطينية تحكم جزءًا من الضفة، فإن الجيش الاسرائيلي يظل القوة المحتلة للمنطقة بأسرها، وتفرض القوانين العسكرية سلطةً تفوق سلطة الحكم المحلي. لا تكاد توجد محاكمات عادلة، ويعاني القرويون من رحمة مستوطنين متعصّبين ووحدات عسكرية تمارس سلطات شبه كاملة عليهم. أما المستوطنون، الخاضعون للقانون المدني الاسرائيلي، فنادراً ما يُلقون القبض عليهم بسبب أفعال عنيفة أو متطرفة، بينما يقوم الجيش بتوقيف فلسطينيين على نحو روتيني من دون تبرير وافي.

في أواخر تشرين الثاني أطلق الجيش ما وصفه بعملية مكافحة الإرهاب في مدينة طوباس واعتقل 22 فلسطينيًا؛ وفي 10 كانون الأول أقرّت اسرائيل بناء 764 مسكنًا في ثلاث مستوطنات بالضفة. وفي اليوم الذي سبقه اقتلع الجيش نحو عشرين فدانًا من أشجار الزيتون في قرية جنوب نابلس.

كيف تُفرّغ قرية
الحملة لعزل الفلسطينيين وطردهم عن أراضيهم واضحة في المَغَيّر، على بعد نحو عشرين ميلاً شمال القدس. ما كان قرية فلسطينية نابضة بالحياة مُحاط اليوم بمستوطنات يهودية، وضاقت مساحة القرويين الذين أمثاله إلى مناطق أصغر وأصغر، مقطوعة عن أراضيها وسبل عيشهم.

المَغَيّر ليست استثناءً بل نموذج لعدة قرى فلسطينية تقع تقريبًا في مركز الضفة، كلّها تعرضت في الأشهر الأخيرة لهجمات متواصلة من المستوطنين والحكومة الاسرائيلية. تظهر هنا نمطية العملية: بؤرة يهودية صغيرة — مقطورة أو خيمة يسكنها بعض الشبان — ثم تتبعها اعتداءات، صدور أوامر عسكرية تطلب إخلاء القرى، وتركيب حواجز حديدية تفصل القرى الفلسطينية عن بقية الضفة. مع مرور الأسابيع تنمو البؤر وتُصادق الحكومة عليها أحيانًا، وتُبنى بيوت ومدارس وطرق تستقبل مئات ثم آلاف العائلات اليهودية. أما القرى الفلسطينية فتُغلَق مدارسها وتُمنَع الفلاحات من الوصول إلى أراضيهم وتُهدَم المنازل.

انطلقت الحملة بجدّية بعد عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في 2022 وتسارعت بعد اندلاع الحرب؛ فقد بُني في 2024 و2025 نحو 130 بؤرة استيطانية جديدة، أكثر من مجموع ما شُيّد في العقدين الماضيين، بحسب «سلام الآن»، مجموعة اسرائيلية ترصد توسّع المستوطنات.

يقرأ  انفجار يقتل ثلاثة من عناصر الشرطة أثناء محاولتهم إخلاء أشقّاء من منزل في إيطاليا

المحو
وجه البناء وجه آخر من الدمار. في كامل الضفة، هدم المستوطنون والجيش أكثر من 1500 منشأة فلسطينية في 2025 — ضعف المتوسط السنوي خلال العقد السابق على الحرب.

تفكّكت إحدى التجمعات الفلسطينية القديمة، شرق مُعرجات، بعد هجوم مستوطنين. في الثالث من تموز اقتحم مستوطنون بمساعدة جنود اسرائيليين بيوتًا بيوتًا في قرية سكنتْها عائلات بدوية لأجيال على تلال رملية بيضاء في غور الأردن شمال أريحا. السكان، الذين عانوا سنوات من المضايقات، قرروا في تلك الليلة المغادرة منتصف الليل بعدما وصل عشرات المستوطنين الملثمين على مركبات رباعية ودراجات نارية، بعضهم بدا سكرانًا، وقاموا بالتحرش بالنساء والأطفال وإتلاف المنازل ونهبها.

صادر المستوطنون أثاث البيوت وألقوه خارجًا وهم يصرخون بألفاظ بذيئة. قال أحد القرويين، محمد ملحات: «كان الأمر كما لو أن القرية كلها محيط من الناس يصرخون. خَشينا أمورًا لا توصف، لأنهم كانوا عشرات من الشبان وكأنهم تحت تأثير مخدر أو سُكْر».

قال الجيش إنه وصل إلى شرق مُعرجات تلك الليلة بعد ورود تقارير عن «احتكاك» بين الفلسطينيين والمستوطنين، لكنه لم يتعرّف على «حوادث عنيفة». خوفًا من المزيد من الاعتداءات، ترك القرويون قراهم في تلك الليلة، وأُهدمت الممتلكات في الأيام والأسابيع التالية؛ تعيش عائلات الآن في خيام بلا مياه شرب أو كهرباء، على بعد أميال قليلة من قريتهم التي صارت ركامًا.

من بين المباني القليلة الباقية مدرسة مهجورة تعمل منذ 1964، تُرى من نوافذ صفوفها المكسرة ستائر تحمل رسوم شخصيات كرتونية وأدوات مدرسية متناثرة. الملعب ملقى عليه أقواس وهدايا أطفال مبعثرة.

التحرّش المستمر
نادرًا ما تتوقف حلقات الترهيب. عدد هجمات المستوطنين المتطرّفين في الضفة قفز خلال العامين الأخيرين؛ في تشرين الأول كان متوسط الحوادث ثمانية يوميًا، الأعلى منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتسجيلها قبل عقدين. تصادف ذلك موسم قطف الزيتون، حين يكون أمام كثير من المزارعين الفلسطينيين نحو أربعة أسابيع فقط لتأمين رزقهم من الأشجار القديمة الممتدة في الوديان والتلال.

شهدنا اعتداءً على يوسف فندي وشقيقه عبد الناصر فندي في حقل زيتون في حوّارة صباح 9 تشرين الأول. أحاط بهم مستوطنون؛ أحدهم على صهوة فرس، ملثم ومسلّح، وآخران سيرًا على الأقدام، ورجل رابع يحمل بندقية هجومية. صرّخ الرجل المسلّح: «ماذا تفعلون هنا؟» وجّه السلاح إليهم. سرق المستوطنون هواتفهم وأجبروهم على الانبطاح وركلوهم في الأضلاع والرأس لنحو نصف ساعة، وقد شهدنا أحد مشاهد الضرب هذه. لاحقًا قصّ يوسف وهو يلطخ قميصه بآثار الدماء: «ظننت أنهم قد يطلقون النار علينا».

منذ الأول من تشرين الأول، تقول الأمم المتحدة، أُصيب 151 فلسطينيًا في أكثر من 178 هجومًا على قطّافين الزيتون؛ نحو نصف تلك الإصابات نسبت إلى مستوطنين والباقي إلى جنود.

عندما وصل الجنود إلى حوّارة، اكتشف القرويون أن أمرًا عسكريًا يغطي البساتين بخريطة تُبيّن المنطقة باللون الأحمر، ما يعني أن الفلسطينيين ممنوعون من الوصول إليها لمدة 30 يومًا. قال الجيش إن القرار صدر «بناءً على تقييم وضع تشغيلي» وإن الفلاحين أُبلغوا أنهم لن يُسمح لهم بالحصاد في ذلك الوقت.

الأوامر العسكرية أصبحت سلاحًا رئيسًا في دفع المستوطنة بالضفة، مع إعلان الحكومة أن بعض الأراضي «أراضٍ دولة» ورفض مزاعم عائلية قديمة.

مواجهات قاتلة
تحوّلت إحدى المواجهات إلى مقتل لصيف الله مسلّت، شاب فلسطيني-أميركي في العشرين من عمره. في أحد أيام يوليو، هبط مستوطنون مسلحون وملثمون من بؤرتهم فوق سنجل واندلع شجار مع فلاحين فلسطينيين. سيارة بيك أب صدمت حشدًا من الفلسطينيين والنشطاء، فأُصيب رجل بكسر في ساقه وفرّ السائق. عندما وصلت سيارة إسعاف، قذفها المستوطنون بالحجارة والهراوات حتى تكسر زجاجها. خلال الاشتباك قتل مستوطنون السيد مسلّت بالضرب، بحسب أسرته والسلطات الفلسطينية. دعا السفير الأميركي مايك هوكابي حكومة اسرائيل إلى التحقيق «بحزم» في الحادث واصفًا إياه بـ«الجريمة الإرهابية».

يقرأ  حاكم يوتا:المشتبه به في إطلاق النار على تشارلي كير لا يتعاون مع السلطات

قُتل رجل فلسطيني ثانٍ، محمد شلبي (23 عامًا)، في الاشتباك نفسه، وعُثر على جثته في وقت متأخر من الليل وبها آثار رصاصة وكدمات. شيّع مئات القرويين كلا الرجلين.

خلال السنوات الثلاث الماضية فقط، سجّلت الأمم المتحدة أكثر من 1200 وفاة فلسطينية في الضفة — ما يقارب ضعف ما كان عليه الرقم في العقد السابق.

جاء بيان الجيش عن حادث سنجل أن «إرهابيين رشقوا حجارة على مدنيين اسرائيليين قرب القرية» وأن التحقيق جارٍ. وصف الناشط جوناثان بولاق، الذي شهد الحادث واعتقل ذلك اليوم، العنف بأنه جزء من نمط واضح وقال: «أريد أن أصف ما حدث بأنه مأساة غير متصوّرة، لكن في الحقيقة المأساة ليست الكلمة المناسبة. المأساة قوة طبيعية كالرعد. ما حدث هنا ليس كذلك».

هجمات متجددة
لم تتوقف التهديدات عن مطاردة السيد أبو نعيم وأهله. في فجر السابع من كانون الأول، اقتحم ثمانية مستوطنين ملثمين مزالق وكهوف وخيام الأسرة، مستعملين هراوات. نُقل ستة من أفراد العائلة إلى المستشفى، بينهم حفيده البالغ 13 عامًا الذي أصيب بجروح وكدمات في رأسه.

روت ناشطات كنّ نائمات في المنزل، من بينهن فابي سميث البريطانية، أنها استيقظت على صراخ وتعرّضت للضرب أيضًا. «كنت خارج الخيمة، يضربونني عند الجذع والساقين والرأس»، قالت وهي تتعافى في رام الله. استمرّ الاعتداء نحو عشر دقائق، وصادر المعتدون أثاثًا وسرقوا ثلاثة هواتف واستعملوا حاسوب سيدة سميث لضرب عدة أفراد من العائلة. لم يدخلوا خيمة أخرى كان فيها ابنة السيد أبو نعيم الحامل في أشهرها الأخيرة مع طفلين.

قبل المغادرة وضع المستوطنون إنذارًا: «غادروا نهائيًا خلال يومين وإلا فسنعود ونحرقكم في بيوتكم».

لم يظهر الجيش في ليل 7 كانون الأول؛ لكن في 10 كانون الأول عاد المستوطنون، وبعد ساعات طوق ثلاثة جيبات عسكرية المكان حاملة نحو عشرين جنديًا وضباط شرطة حدود، مصحوبة بأمر يعلن المنطقة «منطقة عسكرية مغلقة». اعتُقل ناشطان، وفرّت ابنة السيد أبو نعيم الحامل وأطفال إلى مكان آمن. في 12 كانون الأول مدد الجيش الإغلاق 30 يومًا. قال الجيش إن الفلسطينيين هم من أشعل النزاع في 10 كانون الأول برشق الحجارة وإدارة إطارات مشتعلة نحو إسرائيليين، وهو ما ينفيه القرويون. وأضاف البيان أن إعلان المنطقة «منطقة عسكرية» جاء «للحفاظ على الهدوء بعد فترة متواصلة من التوتر».

من حافة صخريّة تطلّ على الوادي يراقب السيد أبو نعيم غنمه، يرى البؤر اليهودية التي بزاغت في الشهور الماضية ويحاول رصد أي مستوطن يتجه إلى منزله ليحذّر أولاده وأحفاده. قال إن حرب غزة كانت نقطة تحوّل: «كنا نمرّ ونعبر بلا كثير من المشاكل. إذا قابلنا الجيش كان يطلب بطاقات هويتنا فنُظهرها ونمضي. لم تكن لدينا تلك المشاكل. لكن هؤلاء الناس مختلفون تمامًا».

(ملاحظة: النص أعلاه مترجم ومعاد صياغته لالتقاط الجوهر والسياق؛ بعض الأسماء والأماكن أبقيت كما روتها المصادر).

أضف تعليق