البرلمان الألماني يرفع الحصانة عن نائب يميني متطرّف بارز والشرطة تداهم منزله وتفتّشه

برلين — رفع البرلمان الألماني، يوم الخميس، الحصانة عن نائِب بارز في حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD)، تلا ذلك تنفيذ مداهمات وتفتيش لمقرّات عمله ومسكنه بموجب أمر قضائي.

تأتي هذه التحركات في ظلّ اتهامات تشير إلى وجود صلات بين ماكسيميليان كراه (47 عاماً) وجمهورية الصين، وبخصوص تورطه المزعوم في قضايا فساد وتجسّس. واعتُبر رفع الحصانة خطوة ضرورية سمحت للسلطات بمباشرة إجراءات المتابعة القضائية ضده.

حظَر الحزب كراه من الترشّح لانتخابات البرلمان الأوروبي في العام الماضي بعد تصريحٍ أدلى به لصحيفة إيطالية قال فيه إن ليس كل عناصر وحدة “SS” النازية كانوا مجرمي حرب. ومع ذلك، فاز كراه هذا العام بمقعد في البرلمان الألماني كجزء من المكاسب التاريخية التي حقّقها حزبه في الانتخابات الوطنية.

وتمت مداهمات مكتبِه البرلماني في برلين، إضافة إلى مقرّات سكنه ومكاتبه في دريسدن وبروكسل، حيث شغل سابقاً مقعداً في البرلمان الأوروبي. وصدرت أوامر التفتيش بقرار المحكمه الاستئناف العليا في دريسدن.

لم تُعلن السلطات على الفور عن نتائج هذه المداهمات.

ونقلت وكالة الأنباء dpa عن مكتب المدّعي العام في درسدن أنه فتح في مايو تحقيقاً تمهيدياً في قضايا رشوة وغسل أموال مرتبطة بمدفوعات صينية مفترضة لكراه، يشتبه بأنّها تتعلق بمنصبه السابق في البرلمان الأوروبي.

وقال التقرير إن النيابة تتحرّى الآن ما إذا كانت هناك “أدلّة كافية لتوجيه الاتهام أو ما إذا كان يتعيّن إيقاف الإجراءات”، فيما نفى كراه الاتهامات سابقاً.

وكان كراه أيضاً محور تحقيقات بعد أن فتّشَت سلطات بروكسل مكاتبه في البرلمان الأوروبي على صلة بمساعدٍ له أُلقي القبض عليه العام الماضي بتهمة التجسّس لصالح الصين. وقد وُجّهت تهمة التجسّس إلى المساعد السابق، جيان قو، لاتهامه بالتجسّس لصالح أجهزة مخابرات صينية على مدى أكثر من أربع سنوات.

يقرأ  وزراء الاتحاد الأوروبي يدينون الهجوم على كييف — بوتين يسخر من مساعي السلام

ويتهم مكتب المدّعي الاتحادي في ألمانيا قوّ بأنه عمل لصالح جهاز استخباراتي صيني ونقل مراراً معلومات عن مفاوضات وقرارات داخل البرلمان الأوروبي بين سبتمبر 2019 وأبريل 2024، تاريخ اعتقاله.

أنجز حزب البديل من أجل ألمانيا مركزاً ثانياً في الانتخابات، ما رسّخ مكانته كقوة لا يمكن تجاهلها سياسياً، بيد أن الأحزاب التقليدية حافظت على ما يُعرف بـ”الجدار الناري” برفض التعاون معه.

قالت قيادتا الحزب أليس فايدل وتينو شرابالا في بيانٍ يوم الخميس إن “رفع الحصانة، وبخاصة مداهمة مكتب السيد كراه ومواقعه الخاصة، أمور خطيرة”، مضيفتين أنهما “يتوقعان أن تُستكمل التحقيقات بسرعة وأن تُنشر نتائجها.”

أضف تعليق