وزارة الدفاع الأمريكية: طائرتان عسكريتان تابعتان لنظام مادورو اقتربتا من سفينة حربية أميركية في تحرّك وُصِف بأنه «استفزازي للغاية»
التاريخ: 5 سبتمبر 2025
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن طائرتين عسكريتين فنزويليتين اقتربتا من سفينة تابعة للبحرية الأميركية في المياه الدولية، في تصعيد جديد للتوتر بين واشنطن وكاركاس. ووصفت الوزارة التفوّق الجوي فوق السفينة — التي أُشير إلى أنها المدمرة الصاروخية الموجهة جيسون دنهام — بأنه محاولة «لعرقلة عملياتنا المضادة للمخدرات وللإرهاب».
وحذّر البنتاجون فنزويلا في بيان نشر مساء الخميس من مواصلة أي تحرّكات استفزازية، وأكد في منشور على منصة إكس أن «القيادة التي تدير البلاد تحذر بعدم المضي قدماً في أي محاولات لعرقلة أو ردع أو التدخّل في عمليات مكافحة المخدرات والإرهاب التي تنفذها القوات الأميركية».
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن طائرتي إف‑16 فنزويليتين حلقا فوق المدمرة في جنوب البحر الكاريبي، من دون أن تردّ السفينة بأي إطلاق نار تجاه الطائرات.
من جانبها، لم تذكر وسائل الإعلام الحكومية الفنزويلية المواجهة المزعومة أثناء تغطيتها لإعلان الرئيس نيكولاس مادورو عن «تفعيل الجولة الأولى من ميليشيا الوطنيّة»، التي تعزّزت في الأسابيع الأخيرة بمتطوعين جدد على خلفية تزايد التهديدات الأميركية. ونقلت قناة نوتيسياس فينيسيون عن مادورو قوله إن «وحدات الميليشيا المجتمعية ستُفعّل لأول مرة في التاريخ، تمتد من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، وصولاً إلى آخر مجتمع».
كان إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد اتّهمت مادورو بتشغيل والارتباط بعصابات تهريب المخدرات في فنزويلا والمنطقة — اتهامات لم تُقدّم الولايات المتحدة أدلة قاطعة عليها حتى الآن. وفي أغسطس، ضاعفت واشنطن قيمة المكافأة إلى 50 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو بتهمة الانخراط في تجارة الكوكايين، ثم نشرت عدداً من السفن وغواصة تعمل بالطاقة النووية في الكاريبي وفي المياه قبالة ساحل فنزويلا في عملية قالت إنها تستهدف شبكات التهريب.
وأثار نشر القوات البحرية الأميركية قلق مادورو الذي اتهم واشنطن بالسعي لتغيير النظام عبر التهديد العسكري، مهدداً بأن يعبىء البلاد ويعلن «جمهورية مسلّحة» إذا تعرّضت فنزويلا لهجوم أميركي.
في حادث آخر، دمرت قوات أميركية يوم الثلاثاء زورقاً سريعا اتُهم بتهريب المخدرات بضربة جوية في الكاريبي، وأعلن ترامب أن الزورق كان تابعاً لمنظمة إجرامية مرتبطة بمادورو وأن الهجوم أسفر عن مقتل 11 شخصاً. من جهتها، اتهمت كاراكاس واشنطن بارتكاب «قتل خارج نطاق القضاء»، قائلة إن «11 شخصاً قُتلوا من دون إجراءات قانونية عادلة». ولاحقاً أثار خبراء قانونيون تساؤلات حول مشروعية العملية، مشيرين إلى أن الإدارة الأميركية لم تقدّم دليلاً يُثبت وجود تهديد وشيك يبرر استخدام القوة أو أن من كانوا على متن القارب كانوا مسلّحين، مما دفع كثيرين إلى وصف القتلى بأنهم مدنيون وأن العملية قد تُعتبر إعداماً خارج نطاق القضاء.