تدخلات إسرائيلية متصاعدة في سوريا ومحاولات لإحياء اتفاق 1974
أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية بأن قوّات إسرائيلية نفذت عملية برية في محافظة درعا الجنوبية الشرقية، في أحدث خروقات تُضاف إلى سلسلة الغارات الجوية التي تشنّها إسرائيل على مواقع متفرقة داخل الأراضي السورية، لا سيما حول دمشق.
كما داهمت قوّات إسرائيلية بلدتي السيسون وجملة يوم الأحد، وهما تقعان بمحاذاة خط التهدئة الذي تم الاتفاق عليه عام 1974 للفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية.
وفي تطور دبلوماسي، قال أحمد الشريعة، الرئيس المؤقت، يوم السبت إن محادثات مع إسرائيل قد انطلقت لإعادة إحياء الاتفاقية التي تلا حرب 1973. وعُقدت مباحثات مباشرة بين الطرفين خلال الأشهر الأخيرة، ومن شأنها أن تهدف إلى وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ومحاولة التوصّل إلى تسوية أمنية، بينما استبعد الشريعة العودة إلى تطبيع العلاقات السياسية الكاملة مع تل أبيب.
من جهة أخرى، نفّذت إسرائيل منذ سقوط بشار الأسد في ديسمبر مئات الضربات على مواقع وأصول عسكرية سورية، كما توسّعت في ممارساتها الاحتلالية على هضبة الجولان السورية عبر السيطرة على المنطقة المنزوعة السلاح، في خرق واضح لاتفاق فك الاشتباك لعام 1974.
وأدانت الحكومة السورية بشدة، يوم الثلاثاء، ما وصفته باعتداءات إسرائيلية على عدة مواقع داخل محيط حمص وعلى السواحل قرب اللاذقية، معتبرة أن هذه الغارات تشكّل “انتهاكاً صارخاً لسيادة الجمهورية العربية السورية” بموجب بيان وزارة الخارجية.
وشهدت الحملة الجوية الإسرائيلية تصاعداً ملحوظاً بعد اندلاع الحرب على غزة وسقوط الأسد، إذ كانت إسرائيل قبل ذلك تمارس حملة قصف جوي سرية ضد بنية الدولة العسكرية السورية، لكن نطاقها وتواترها تزايدا مؤخراً.
في أواخر أغسطس قُتل ستة جنود سوريين في هجوم بطائرة مسيّرة على دمشق، جاء ذلك بعد يوم واحد من توغّل بري لقيادة إسرائيلية داخل الأراضي السورية.
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق رؤية سياسية يروّج لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمفهوم “إسرائيل الكبرى”، الذي يدعمه متطرفون قوميون ويطالب بسيادة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وأجزاء من لبنان وسوريا ومصر والأردن.
بعد اندلاع اشتباكات في السويداء جنوبي سوريا في 13 يوليو بين مقاتلين من قبائل بدوية وفصائل درزية، أُرسلت قوات حكومية لاحتواء النزاع، لكن وتيرة العنف تصاعدت، فيما شنت إسرائيل ضربات على قوات سورية ووجهت غارات استهدفت قلب العاصمة دمشق بذريعة حماية الطائفة الدرزية.