قال رئيس الأركان العامة الروسي إن بلاده أجرت اختبارًا لصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية من طراز “بوريڤيستنيك”.
وأضاف الجنرال فاليري جيراسيموف في لقاء متلفز مع الرئيس فلاديمير بوتين أن الصاروخ نفذ “رحلة جوية استمرت عدة ساعات” قطع خلالها مسافة تقارب 14,000 كيلومتر (8,700 ميل)، مشيرًا إلى أن ذلك ليس الحد الأقصى لنطاقه.
الصاروخ التجريبي، الذي أُعلن عنه للمرة الأولى عام 2018، يوصف بقدرته المحتملة على توفير مدى غير محدود وبتوفيره آليات تمكنه من التسلل والالتفاف على منظومات الصواريخ والدفاع الجوي عبر تحليق منخفض جدًا.
غير أن خبراء غربيين شككوا سابقًا في القيمة الاستراتيجية للصاروخ وفي صحة تصريحات روسيا حول نجاح اختباراتها. وبالرغم من تصريح بوتين بأن “اختبارًا نهائيًا ناجحًا” جرى في 2023، فإن الادعاء لم يجرَ التحقق منه بصورة مستقلة؛ ومن بين نحو 13 اختبارًا معروفًا منذ 2016 لم يحقق اثنان منهما سوى نجاح جزئي، بحسب مجموعة تعمل في مجال مراقبة الأسلحة.
ذكر الجنرال جيراسيموف أن الصاروخ ظل في الجو لمدة 15 ساعة خلال اختبار أجرِي في 21 أكتوبر، وأن قدراته في المناورة الرأسية والأفقية فُحِصت ووجدت مطابقة للمواصفات، وفقًا لوكالة تاس الروسية. وأضافت الوكالة نقلاً عنه أن ذلك أظهر قدرة عالية على اختراق منظومات الدفاع الصاروخي والجوي.
جدوى هذا السلاح كانت محور نقاش محتدم بين الأوساط العسكرية والدفاعية منذ الإعلان عنه، فقد خلص تقرير صادر عام 2021 عن المركز الوطني للمخابرات الجوية والفضائية التابع لسلاح الجو الأمريكي إلى أن “صاروخًا ذي دفع نووي سيمنح روسيا سلاحًا فريدًا بقدرات مدى عابر للقارات”. مع ذلك، نبه معهد الدراسات الاستراتيجية الدولي في تقريره ذاته إلى أن روسيا تواجه تحديات تقنية جسيمة لجعل هذا السلاح عمليًا وموثوقًا.
وأشار محللو المعهد إلى أن إدراج الصاروخ في الجيوش الروسية يعتمد، على نحو لا يستهان به، على تجاوز تحدّي الأداء الموثوق لوحدة الدفع النووي، لافتين إلى وقوع العديد من إخفاقات الاختبارات الجوية وحادث تسبب في وفيات.
ونقلت مجلة عسكرية روسية، استشهد بها تقرير المعهد، أن مدى الصاروخ يتراوح بين 10,000 و20,000 كيلومتر، ما يمكّنه نظريًا من الاستقرار في أي مكان داخل روسيا مع القدرة على الوصول إلى أهداف داخل الولايات المتحدة القارية. وتذكر المجلة كذلك أن الصاروخ قادر على التحليق على ارتفاع منخفض يصل إلى 50–100 متر فوق سطح الأرض، مما يصعب من اعتراضه بواسطة منظومات الدفاع الجوي.
يُعتقد أن الصاروخ، الذي أطلق عليه حلف الناتو تسمية “سكاي فول” (Skyfall)، يعمل بمفاعل نووي يتم تشغيله بعد أن تدفعه مُسرعات صاروخية ذات وقود صلب لإخراجه إلى الجو. وكشفت تحقيقات وكالة رويترز العام الماضي عن موقع محتمل لإطلاق الصاروخ يبعد نحو 475 كيلومترًا شمالًا من موسكوا، حيث رصد محلل الصور الفضائية ديكر إيفليث في صور أغسطس 2024 تسع منصات إطلاق أفقية قيد الإنشاء في الموقع.