الجيش السوداني يستولي على منطقتين في شمال كردفان قوات الدعم السريع تواصل إحراق المزيد من الجثث — أخبار حرب السودان

تقرير: قوات الدعم السريع تُحرق وتدفن جثثاً في محيط الفاشر — تحليل مختبر ييل للبحوث الإنسانية

أفاد تحليل صور فضائية أعدّه مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل أن عناصر من قوات الدعم السريع تقوم بحرق ودفن أعداد كبيرة من الجثث في مواقع متعدّدة داخل مدينة الفاشر ومحيطها، بينها حرم جامعة الفاشر، ومحيط مسجد الحكمة، على مقربة من مخيّم أبو شوك للنازحين، وفي محيط مستشفى السعودي. تُعدُّ هذه الأفعال جزءاً من محاولات لإخفاء دلائل عمليات قتل جماعية ارتُكِبت في المدينة.

في شمال كردفان، استعاد الجيش السوداني (القوات المسلحة) منطقتين هما كازقيل وأم دام حاج أحمد من قوات الدعم السريع، وفقاً لمقاطع متداولة تظهر جنوداً حاملين أسلحة هجومية وقاذفات صواريخ يحتفلون بسيطرة القوات على تلك المناطق. وتُعدّ ولاية شمال كردفان منطقة مرشّحة لتصاعد القتال خلال الأسابيع المقبلة.

القتال بين قائدَي الجيش والفريق المسيطر على قوات الدعم السريع، والذي اندلع في أبريل 2023، اتّجه خلال الأسابيع الماضية شرقاً بينما ترسّخ قوات الدعم السريع سيطرتها على أجزاء واسعة من الغرب السوداني، في حرب أهلية دخلت عامها الثالث. أدّت هذه المواجهات، بدعمٍ من تدفّقات أسلحة إقليمية، إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة نزوح في العالم؛ فقد اضطرّ أكثر من 12 مليون شخص لترك منازلهم، وسُجّلت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، كما أكدت الأمم المتحدة وجود مجاعات في بعض المناطق.

أعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي قبولها مقترح هدنة مطروح من الولايات المتحدة ووساطات دولية أخرى، في أعقاب استنكار دولي للفظائع المرتكبة في الفاشر، بينما رفض الجيش الدخول في هدنة على خطوط القتال الحالية، واستمر الطرفان في حشد القوات والمعدات في الوسط السوداني استعداداً لمعارك جديدة.

يقرأ  القبض على سجين فرّ من سجن نيو أورلينز بعد خمسة أشهر من التواري

في الوقت نفسه، شنت قوات الدعم السريع هجوماً إلى ولاية كردفان بالتزامن مع السيطرة على الفاشر، واستولت على مدينة بارا في شمال كردفان، التي تُعتبر حلقة وصل استراتيجية بين دارفور ووسط السودان، بعد أن كان الجيش قد أعاد السيطرة عليها قبل شهرين فقط.

كشف التحليل الفضائي لمختبر ييل عن أربعة مواقع جديدة تُستخدم للتخلّص من الجثث داخل الفاشر وحولها: حرم جامعة الفاشر، موقع على طرف مخيّم أبو شوك، حيّ قرب مسجد الحكمـة، ومحيط مستشفى السعودي الذي شهد مجزرة راح ضحيتها المئات. ولم يتمكّن المختبر من تقدير عدد القتلى أو توقيت عمليات الدفن والحرق بدقة، لكنّ الملاحظات تُعدّ مقلقة خصوصاً مع استمرار غياب آثار العديد من المدنيين.

قال ناثانيال ريموند، الباحث الرئيسي في التقرير، إن نحو 150 ألف مدني ليس لهم أثر معروف، وإنّ المراقبة اليومية لشوارع المدينة تُظهر غياب الحركة في الأسواق ونقاط المياه، ووجود دوريات لقوات الدعم السريع والعديد من الجثث المحروقين. وأضاف أن الأدلة تتضمّن كذلك عدداً كبيراً من مقاطع الفيديو التي نشرها عناصر من قوات الدعم السريع أنفسهم، والتي تُعدّ في كثير من الأحيان مصادر مباشرة تدين مرتكبي الجرائم.

أضف تعليق