الجيش يصف الانتخابات بـ«انتصار» رغم الانتقادات وتراجع الإقبال
أعلن الجيش في ميانمار أن نسبة المشاركة تجاوزت 50٪ في المرحلة الأولى من انتخابات وطنية مقسّمة إلى ثلاث اجزاء، وقدم النتائج كنجاح سياسي رغم وصف جماعات حقوق الإنسان والدبلوماسيين الغربيين للاستحقاق بأنه «مسرحي» وموضع إدانة واسعة.
قال المتحدث باسم الجيش زاو مين تون إن 52٪ من الناخبين المسجّلين — أي أكثر من ستة ملايين شخص — أدلوا بأصواتهم يوم الأحد في المرحلة الأولى من الانتخابات الثلاثية، التي جرت في ظل حرب أهلية مستمرة. وقد زعم حزب التضامن والتنمية المؤيد للجيش (USDP) فوزًا ساحقًا، حيث أشار مسؤول رفيع في الحزب إلى أن الأخير حصل على أكثر من 80٪ من المقاعد المتنازع عليها في مجلس النواب.
وقد انتقد دعاة حقوق الإنسان ودبلوماسيون غربيون العملية الانتخابية واعتبروها «زائفة»، مستندين إلى حملة القمع الواسعة على المعارضين واستبعاد الأحزاب التي تنتقد حكم الجيش. وقال فولكر تورك، مسؤول حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، في 23 ديسمبر: «تجري هذه الانتخابات بوضوح في بيئة من العنف والقمع. لا تتوفر الشروط اللازمة لممارسة حرية التعبير أو التجمع أو تشكيل الجمعيات التي تسمح بمشاركة حرة وذات معنى للشعب».
وكانت نسبة المشاركة أقل بكثير من انتخابات 2020 الوطنية، التي سجلت نحو 70٪. ورغم ذلك واصل الجيش تسويق النتيجة على أنها نجاح مدوٍ. وقال مين تون إن «حتى في الدول الديمقراطية المتقدمة توجد حالات لا تتجاوز فيها المشاركة 50٪»، واصفًا الإقبال بأنه «مصدر فخر». وأضاف أن «هذه الانتخابات الناجحة ليست انتصارًا لحكومتنا فحسب، بل انتصار لبلدنا وشعبنا».
شملت عملية التصويت يوم الأحد نحو ثلث بلدات ميانمار البالغ عددها 330 بلدة، إذ أن أجزاء واسعة من البلاد لا يمكن الوصول إليها بسبب القتال والمعركه بين الجيش وقوات المعارضة. ومن المقرر أن تجري الجولات التالية في 11 و25 يناير لتشمل 265 من أصل 330 بلدة، رغم أن الجيش لا يسيطر بشكل كامل على كل هذه المناطق.
وقالت الشبكة الآسيوية للانتخابات الحرة، وهي مجموعة مراقبة، إن الإطار القانوني الذي وضعه الجيش للانتخابات لا يتضمن حدًا أدنى لمستوى الإقبال اللازم لإبطال النتيجة.
تجدر الإشارة إلى أن الحائزة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سو تشي لا تزال قيد الاحتجاز منذ عزْلها على يد الجيش بعد فوز حزبها «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية» الساحق في انتخابات 2020، وقد تم حل الحزب الذي قادته منذ ذلك الحين.