الحرب الإسرائيلية على غزة تُولّد معاناة حادة للأطفال المصابين بالتوحّد أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

بالنسبة لعبير حسن، باتت رعاية ابنها المصاب بالتوحد عبد الله مهمة محفوفة بالمخاطر وسط القصف الإسرائيلي والنزوح القسري.

نُشر في 28 سبتمبر 2025

في ظل التهجير الفلسطيني القسري المتواصل في غزة وتحت قصف إسرائيلي مكثف، تصبح العناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر هشاشة وخطورة.

تقول عبير حسن، التي تعتني بابنها عبد الله في دير البلح، إن الانفجارات المتواصلة من الجانب الإسرائيلي تثير رعبه.

«عندما بدأ الناس يفرون من المنطقة، طُلب منا أيضاً أن نغادر»، قالت حسن للجزيرة. «كان عبد الله يراقب السيارات المملوءة بالعائلات النازحة. يعود إلى الخيمة متوتراً وقلقاً، ويستخدم لغة الإشارة».

شرحت حسن أنهم وصلوا أولاً إلى مخيم للنازحين اسمه أميرة، لكن المخيم كان ممتلئاً ولم يجدوا مكاناً لخيمتهم. «لاحقاً أخبرونا أن نبحث عن مكان قرب شارع صلاح الدين، رغم الخطر. كنا أنا وبناتي نبكي وعبد الله يزداد توتراً ويبدأ بإصدار أصوات غريبة. الحرّ اللاهب لا يُطاق ولا نعرف أين نذهب»، قالت.

بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد، تحوّل البقاء على قيد الحياة إلى معاناة عميقة، إذ يجعل الحصار الإسرائيلي والقيود المفروضة سبل المساعدة صعبة للغاية.

منذ أن بدأت إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر 2023، أصدرت القوات عدة أوامر إجلاء قسري لسكان القطاع المحاصر، وغالباً ما طالبتهم بالانتقال إلى منطقة al-Mawasi الجنوبية التي وُصفت بأنها «المنطقة الامنة». ومع ذلك، تعرّضت المواصي أيضاً لهجمات متكررة من إسرائيل، كما تعرّض النازحون الفارّون من مدينة غزة لمصير مجهول أثناء تحركهم جنوباً.

بالنسبة لعبد الله، فقد أدت أوامر الإخلاء المتكررة وأصوات القصف المستمرة إلى تجواله معظم الوقت في الشوارع وتكوّن لديه عادة جديدة تتمثل في شدّ شعره. قصّت العائلة شعره قصيراً لمنعه من تمزيقه.

يقرأ  مركز الفن التايلاندي يفرض رقابة على معرض إثر ضغوط من الصين

«عدتُ لإعطائه الحبوب المنومة الموصوفة، لأمنعه من الخروج أثناء الحرّ. لا يوجد شيء آخر أستطيع فعله لمساعدته. اكتشفت أن هاتفي المحمول تعطل قبل يومين من نزوحنا؛ كان هاتفي الوسيلة الوحيدة لتهدئته من خلال الألعاب ومقاطع الفيديو»، شرحت حسن.

«كنا جميعاً تحت ضغط هائل… صغاراً وكباراً. في لحظة من اليأس، طلبت من الله أن يأخذ أرواحنا معاً حتى لا يبقى عبد الله وحيداً. ليس كل ما يحتاجه متاحاً هنا»، ناشدت.

في ما يقرب من عامين من الهجمات المكثفة، أعلنت وزارة الصحة في غزة يوم الأحد أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 66,005 شخصاً وإصابة 168,162 آخرين.

أضف تعليق