الحرب في السودان تطورات إنسانية ومعارك وتحولات في خطوط السيطرة أغسطس ٢٠٢٥ — أخبار الحرب في السودان

نُشِر في 31 أغسطس 2025

شهدت الحرب الأهلية في السودان تطورات بارزة على ساحات القتال وفي ميادين الدبلوماسية والإغاثة الإنسانية، وأسفرت عن أكبر كارثة إنسانية في العالم.

نبذة عامة
– الصراع بين القوات المسلحة السودانية والقوات شبه العسكرية «قوات الدعم السريع» دخل عامه الثالث مع آثار مدمرة على السكان والبنى التحتية.
– التقديرات تشير إلى عشرات الآلاف من القتلى بسبب القتال، وآلاف إضافية قضوا جراء الأمراض والجوع المرتبطين بالنزاع.

المعركة والسيطرة العسكرية
– تواصل القوات المسلحة تعزيز سيطرتها على العاصمة الخرطوم، التي استعادتها من قوات الدعم السريع في مارس الماضي، وتسيطر أيضاً على مناطق وسط وشرق السودان بما في ذلك ميناء حقل الحرب في بورتسودان على البحر الأحمر.
– تهيمن قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور الغربي وشطر كبير من إقليم كردفان إلى الجنوب.
– تحاصر قوات الدعم السريع عاصمة شمال دارفور، الفاشر، حيث يقع آخر حصن للقوات المسلحة في دارفور؛ وفي حال سقوط الفاشر ستسيطر قوات الدعم السريع على مساحة شاسعة توازي مساحة فرنسا تقريباً في غرب السودان.
– صعدت قوات الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر ومخيمات النازحين المجاورة، ومنها مخيم أبو شوك الذي تؤويه نحو 190,000 نازح من أنحاء دارفور.
– أظهرت صور أقمار صناعية حصل عليها مركز ييل للأبحاث الإنسانية بناء سواتر رملية ضخمة حول الفاشر من الشمال والغرب والشرق، ما شكّل «مربع قتل» عملياً يعيق حركة المدنيين والمساعدات.
– عملت قوات الدعم السريع على توسيع نفوذها في كردفان عبر تحالف جديد مع الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، واتحد الطرفان في فبراير لمواجهة القوات المسلحة ميدانياً.
– بفضل هذا التحالف، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب وجنوب كردفان وتضمن بذلك ممرات عابرة للحدود إلى جنوب السودان.
– تبقي القوات المسلحة مدينة الأبيض في شمال كردفان، المدينة الأهم استراتيجياً، تحت سيطرتها رغم الحصار المفروض عليها؛ وتحتاج القوات المسلحة للإبقاء على الأبيض لمنع تهديد الاستقرار في وسط السودان.

يقرأ  استطلاع كلاس دوجو يكشف فجوة في التواصل داخل المدارس من الروضة وحتى الصف الثاني عشر

الأزمة الإنسانية
– حاصرت قوات الدعم السريع نحو 260,000 مدني، بينهم 130,000 طفل، في الفاشر، مما حول المدينة إلى «بؤرة معاناة للأطفال»، بحسب يونيسف.
– يعتمد كثيرون على علف الحيوانات المعروف بالأمباز—مخلفات عصر بذور الزيت مثل الفول السوداني والسمسم وعباد الشمس—بعد طحنه لصنع معجون طعام، لكن حتى هذه الموارد تكاد تنفد.
– في مدينة مليت الخاضعة لسيطرة الدعم السريع بالقرب من الفاشر، يعاني نحو ثلث الأطفال من سوء تغذية حاد، وهو معدل يزيد على ضعف عتبة الطوارئ وفق منظمة الصحة العالمية، بحسب بيانات حصلت عليها منظمة ريليف إنترناشونال وشاركتها مع الجزيرة.
– تفاقمت الأزمة بوباء الكوليرا الذي يجتاح إقليم دارفور؛ وأفاد آدم روجال، متحدث باسم النازحين داخلياً في دارفور، في 30 أغسطس أن المرض المائي أودى بحياة 9 أشخاص في ذلك اليوم، وأن إجمالي الإصابات بلغ 9,143 حالة مع 382 وفاة منذ بداية الوباء في يونيو 2025.
– نادراً ما تصل قوافل الغذاء التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى إقليم دارفور المنهك بسبب إغلاق الطرق وعراقيل بيروقراطية، ويتهم ناشطون حقوقيون ومحليون الطرفين باستخدام الغذاء كسلاح.
– قالت منظمة الأغذية العالمية للجزيرة إنها تقدم مساعدات نقدية إلكترونية للفئات الضعيفة في شمال دارفور، لكن لم تصل أي قافلة غذائية إلى الإقليم منذ أكثر من عام.
– تعرّضت قافلة أممية للضرب بطائرة مسيّرة في شمال دارفور، في هجوم هو الثاني خلال ثلاثة أشهر؛ وتبادلت قوات الدعم السريع والقوات المسلحة الاتهامات بشأن المسؤولية.
– ثمة حالة مجاعة موازية في جنوب كردفان نتيجة حصار قوات الدعم السريع لمدينتي دلنج وكادوقلي.

الدبلوماسية والتطورات السياسية
– أفادت تقارير بأن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان «حميدتي» دقلو أدى يمين رئيس «حكومة السلام» الموازية في 31 أغسطس بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، وفي اليوم نفسه استهدفت القوات المسلحة المدينة بضربة بطائرة مسيّرة.
– وردت أنباء عن اجتماع سري في سويسرا منتصف أغسطس بين القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان ومستشار أميركي، تناول خطة لوقف الحرب بحسب خبراء سودانيين ووسائل إعلام؛ ولم تؤكد الولايات المتحدة تلك اللقاءات.
– بعد أسبوع من ذلك الاجتماع، أعفى البرهان عدداً من الضباط الكبار، بعضهم يُنسب إلى التيار السياسي الإسلامي الذي حكم البلاد لثلاثين عاماً تحت رئاسة عمر البشير. يعتقد الخبراء أن البرهان يواجه ضغوطاً خارجية لتقليل نفوذ رموز بارزة من حقبة البشير.

يقرأ  صور فائزة مبهرة في جوائز التصوير بالآيفون 2025 — تصميم تثق به · تصاميم يومية منذ 2007

الخاتمة
الصراع مستمر على عدة محاور عسكرية وسياسية، وخيارات الحل السياسي ما تزال محفوفة بالتعقيدات، بينما تتفاقم معاناة المدنيين ويزداد نفاد السبل الإنسانية في المناطق المتضررة. اخلاء وإيصال المساعدات يظلان مفتاحين لتخفيف الكارثة، لكنهما مرهونان بتخفيف الحواجز الأمنية والسياسية. اكدت منظمات إنسانية ضرورة تحرك دولي عاجل لإنقاذ المدنيين وإعادة فتح ممرات المساعدات.