الحرس الثوري الإيراني: احتجاز ناقلة قرب المياه الإقليمية لإيران بموجب أمر قضائي

طهران، إيران — أكدت قوات حرس الثورة الإسلامية ما تناقلته أجهزة استخبارات غربية من أنها اعترضت ناقلة مسجَّلة في قبرص بعد مرورها عبر مضيق هرمز.

أفادت المؤسسة العسكرية والسياسية القوية في إيران في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية أن الناقلة تالارا، التي ترفع علم جزر مارشال، صودرت صباح الجمعة وهي تحمل نحو ٣٠ ألف طن من المواد البتروكيميائية. وقال البيان إن العملية نفذت بنجاح وفقاً للواجبات القانونية ولصون المصالح والموارد الوطنية، وبأمر من السلطات القضائية، متهماً السفينة بـ«انتهاك» بنقل شحنة غير مصرح بها.

وقال مسؤوولين لم تكشف عن أسمائهم في إدارة الرئيس الأميركي إن قوات الحرس سيطرت على السفينة، فيما أكدت عدة أجهزة استخبارات غربية ذاتها صحة التقرير. وتشغل الناقلة شركة كولومبيا شيبمانجمنت ومقرها قبرص، وقد غادرت ميناء في الإمارات باتجاه سنغافورة، حسبما أفادت الشركة التي ذكرت أنها فقدت الاتصال بالسفينة وتعمل حالياً مع أجهزة الأمن البحري ومالك السفينة مع إعطاء الأولوية لسلامة الطاقم. وأوضحت الشركة أن الحمولة كانت من نوع «غاز أويل» عالي الكبريت المستخدم، من بين أمور أخرى، كوقود للسفن.

وأشارت وكالات أمن بريطانية أيضاً إلى متابعتها للحادث. وحددت منظمة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) موقع الحادث على بعد نحو ٢٠ ميلاً بحرياً (حوالي ٣٧ كم) شرق مدينة خورفكان الإماراتية، ووصفت الواقعة بأنها «نشاط دولة». وبحسب شركة الأمن البحري Ambrey، اقتربت ثلاث زوارق صغيرة من تالارا أثناء إبحارها جنوباً عبر مضيق هرمز، ثم انحرفت السفينة لاحقاً عن مسارها في خليج عمان لتتجه صوب إيران.

وأظهر تحليل بيانات تتبع الرحلات أن طائرة مسيرة من طراز إم كيو‑4 سي ترايتون تابعة للبحرية الأميركية حلَّقت لفترات طويلة فوق المنطقة أثناء الحجز، بحسب ما رصت جمعية الصحافة. وقالت قيادة القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان إنها «على علم بالحادث» المتعلق بتالارا وتتابع الموقف بنشاط، مجددة التذكير بأن «للسفن التجارية حقوق ملاحة وتجارة إلى حد كبير غير معاقة في البحار المفتوحة»، من دون توجيه اتهامات.

يقرأ  نيجيريا:مقتل 35 مقاتلاً في غارات جوية قرب الحدود مع الكاميرون

يُعد هذا أول اعتراض من نوعه تنفذه قوات إيرانية في مضيق هرمز منذ أكثر من عام. في يوليو ٢٠٢٤، قالت الحرس إنه استولى على ناقلة منتجات مسجلة في توغو وتدار من الإمارات على مسافة نحو ٦١ ميلاً بحرياً جنوب غربي ميناء بوشهر، في عملية قالت إنها جاءت بأمر قضائي لاعتراض سفينة «متورطة بشكل منهجي في تهريب الوقود». وفي أبريل ٢٠٢٤، قام عناصر من الحرس بالنزول بالحبال من مروحية إلى سطح سفينة حاويات ترفع العلم البرتغالي مرتبطة بملياردير إسرائيلي، بعد حادثة قصف إسرائيل لقنصلية إيران في سوريا أسفرت عن مقتل سبعة من الحرس بينهم قائدان بارزان.

كما تعرَّضت سفن مرتبطة بإسرائيل لهجمات بطائرات مسيرة في المحيط الهندي نوفمبر ٢٠٢٣، واتهمت الولايات المتحدة إيران بتنفيذها. واتهمت واشنطن ولندن وتل أبيب طهران أيضاً بالمسؤولية عن هجوم بطائرة مسيرة قبالة سواحل عُمان في بحر العرب عام ٢٠٢١ أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقم أوروبيين. وفي مايو ٢٠٢٢ احتجزت طهران ناقلتين يونانيتين واحتفظت بهما حتى نوفمبر من العام نفسه، مقابل إطلاق ناقلة إيرانية احتجزتها اليونان ضمن عقوبات أميركية.

وتشير تقارير أميركية إلى سلسلة هجمات على سفن تجارية في مضيق هرمز عام ٢٠١٩، من بينها استخدام ألغام لَصْقية، ما رفع تكاليف التأمين البحري وأجبر بعض السفن على تغيير مساراتها. ويعد هذا الممر المائي الاستراتيجي ممراً لحوالي ٢٠ في المئة من تجارة النفط العالمية ونحو ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال، وقد هددت طهران مراراً بإغلاقه رداً على الضغوط الخارجية المتصاعدة.

جاءت معظم هذه الحوادث في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق النووي الإيراني عام ٢٠١٨ وفرض عقوبات صارمة توسعت منذ ذلك الحين. كما اغتالت واشنطن قائد فيلق القدس قاسم سليماني عام ٢٠٢٠ خلال إدارة ترامب الأولى، وشنت، إلى جانب إسرائيل، ضربات على مرافق نووية إيرانية خلال حرب امتدت ١٢ يوماً في يونيو، بحسب بيانات سابقة.

يقرأ  ترامب يأذن بنشر قوات الحرس الوطني في شيكاغو

وقد تزامن احتجاز تالارا مع افتتاح عرض عسكري في طهران عرضت فيه السلطات مجموعة من الصواريخ والطائرات المسيرة وقدرات عسكرية أخرى. ويعمل الحرس حالياً على تكثيف جهود إنتاج صواريخ باليستية واستبدال منظومات دفاع جوي دُمِّرت خلال الحرب التي أودت بحياة عشرات من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين ضمن أكثر من ألف قتيل.

أضف تعليق