اتهمت نيابة وزارة العدل مغنّي الهيب‑هوب الحائز على جائزة الغرامي، براس ميشيل، بخيانة وطنه مقابل المال.
حكم قاضٍ اتحادي على براكايرزل «براس» ميشيل، عضو فرقة الفيوجيس في تسعينيات القرن الماضي، بالسجن 14 عاماً بعد إدانته بتوجيه ملايين الدولارات كتبرعات أجنبية محظورة لحملة إعادة انتخاب الرئيس باراك اوباما في 2012. لم يجرِ ميشيل أي كلمة أمام المحكمة قبل أن تصدر القاضية كولين كولار‑كوتيلي الحكم يوم الخميس. وشملت الوقائع في محاكمته التي عقدت في واشنطن، شهادة المدّعي العام السابق جيف سششنز ونجم هوليوود ليوناردو دي كابريو.
جاء الحكم هذا الأسبوع بعد أن أدانته هيئة محلفين فدرالية في أبريل 2023 بعشر تهم، من بينها التآمر والعمل كوكيل غير مُسجّل لصالح حكومة أجنبية. وحصل ميشيل على أكثر من 120 مليون دولار من الممول المالي الماليزي الفارّ لو تاك جو — المعروف باسم جو لو — ومرّر جزءاً من هذه الأموال عبر متبرعين وهميين إلى حملة اوباما الانتخابية.
يُلاحَـق لو لدوره القيادي في فضيحة 1MDB، التي سُرِقَت فيها مليارات الدولارات من صندوق الاستثمار الحكومي الماليزي في واحدة من أكبر عمليات الاحتيال المالي في التاريخ. وأدين عدة مسؤولين ماليين كبار وقيادات حكومية ماليزية، بينهم رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق، الذي نال حكماً بالسجن 12 عاماً في 2022 قبل أن يُخفّض نصف مدته لاحقاً.
وردت في وثائق المحكمة التي قدّمتها النيابة أن مغني الراب البالغ من العمر 52 عاماً «كذب بلا اعتذار وبلا كلل لتنفيذ مخططاته» بينما كان يسرق المدفوعات غير القانونية من لو ويوجهها إلى حملة اوباما. ويُعدّ قانونياً في الولايات المتحدة أن يتبرّع أجانب للحملات الانتخابية أمراً ممنوعاً، وكذلك دفع غريب لشخص آخر ليقوم بالتبرع نيابة عنه.
قالت النيابة: «براكايرزل ميشيل خانه بلاده من أجل المال. قام بتحويل ملايين الدولارات كتبرعات أجنبية محظورة إلى انتخابات رئاسية أمريكية وحاول التلاعب برئيسٍ شاغل لخدمة مجرم أجنبي وقوة أجنبية». وأضافت النيابة أنه حاول إنهاء التحقيق الذي أجرته وزارة العدل في لو وفضيحة 1MDB، كما «تلاعب بالشهود ثم شهد زوراً في المحاكمة».
نصحت النيابة القاضية بأن إرشادات الحكم الفدرالية توصي بعقوبة سجن مدى الحياة لمثل هذه الجرائم، مطالبين بأخذ «مدى وعمق جرائمه، ولا مبالاته بالمخاطر التي لحقت ببلاده، وحجم طمعه» بعين الاعتبار. من جهتهم قلّل محامو ميشيل من حجم الجرائم، مشيرين إلى أن دوافع لو للتبرع لم تكن للحصول على «نتيجة سياسية»، بل «ببساطة رغب لو في الحصول على صورة له مع الرئيس السابق»، وفق محامييه.
يُذكر أن لو ما يزال في حالة فرار ويُصرّ على براءته، وقد كان يجتذب الميسورين والمشاهير الأمريكيين خلال سنوات إنفاق حافلة تُزعم أنها موّلت من أموال مُسروقة من 1MDB. وكان من بين المموّلين الرئيسيين لفيلم 2013 «ذئب وول‑ستريت» من بطولة دي كابريو.
أعلن محامي الدفاع بيتر زيدنبرغ أن ميشيل سيستأنف الحكم، واصفاً العقوبة بــ«غير متناسبة تماماً مع الجريمة» و«مرتفعة بشكل عبثي» لا سيما أن مثل هذه الأحكام عادةً ما تُفرض على إرهابيين قاتلين وزعماء عصابات المخدرات. واقترح زيدنبرغ حكماً بمدّة ثلاث سنوات كسجن بديل.
ميشيل، المولود في بروكلين لوالدين هاجرا من هايتي، كان أحد مؤسسي فرقة الفيوجيس إلى جانب صديقي الطفولة لورين هيل ووايكليف جين. فازت الفرقة بجائزتي غرامي في ذروة شهرتها خلال التسعينيات وحققت مبيعات بملايين النسخ.