نُشر في 1 سبتمبر 2025
تبنت حركة أنصار الله (الحوثون) مسؤولية هجوم صاروخي استهدف ناقلة في البحر الأحمر، وذلك بعد أيام من غارات إسرائيلية أودت بحياة رئيس وزرائهم وعدد من كبار المسؤولين، وفق تصريحات الحركة.
وقالت الحركة يوم الاثنين إنها أصابت مباشرة الناقلة المسجلة تحت علم ليبيريا والمُسماة «سكارليت راي» والمملوكة لمصالح إسرائيلية، نقلاً عن شركة الأمن البحري Ambrey. من جهتها، نفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) صحة الادعاء، مشيرة إلى أن الصاروخ أخطأ هدفه يوم الأحد. وأضافت أن الطاقم لاحظ ارتطاماً لمقذوف مجهول بالقرب من السفينة وسمع انفجاراً مدوياً، ولم تصب أيّة من الأطقم بأذى وأن الناقلة استأفت رحلتها.
يمثل الهجوم أحدث حلقة في سلسلة عمليات شنّها الحوثيون في البحر الأحمر؛ فقد أغرقوا ناقلتين في يوليو الماضي وأكدوا عزمهم على مواصلة استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، مردّين ذلك دعمًا للقضية الفلسطينية واحتجاجًا على ما وصفوه بـ«إبادة» تُرتكب في غزة.
أعلنت جماعة الحوثي يوم السبت أن الغارات الإسرائيلية الخميسية قتلت رئيس وزرائهم أحمد غالب الراهوِي وعدداً من كبار المسؤولين، ويُنتظر إقامة جنازة لرئيس الوزراء وغيره من القتلى يوم الإثنين. واعتبر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي القتلى «شهداء لكل اليمن»، واتهَم إسرائيل بـ«الوحشية» تجاه المدنيين، مضيفاً أن جريمة استهداف وزراء ومسؤولين مدنيين تُضاف إلى السجل الإجرامي للعدو الإسرائيلي في المنطقة.
تصاعدت التوترات أيضاً بعد اقتحام مسلحين حوثيين مقرات للأمم المتحدة واحتجازهم ما لا يقل عن 11 موظفاً، متهمين إياهم بالقيام بأنشطة تجسسية. ودعت الأمم المتحدة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، ونفت الاتهامات، فيما لاتزال الجماعة تحتجز 23 موظفاً أممياً آخرين، بعضهم منذ عام 2021.
في مايو وساطة عمانية أدت إلى وقف إطلاق نار بين الولايات المتحدة والحوثيين، ما دفع واشنطن إلى تعليق حملتها الجوية اليومية في اليمن؛ لكن كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبدالسلام أكد أن الاتفاق لا يشمل العمليات الموجّهة ضد إسرائيل.
من جهته، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد، محذراً من أن الحوثيين سيدفعون «ثمناً باهظاً» عن أي هجمات على الأراضي الإسرائيلية أو على الممرّات البحرية. وتسيطر جماعة الحوثي على أجزاء واسعة من شمال اليمن، وقد نفّذت منذ أكتوبر عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات من دون طيار على إسرائيل وحلفائها، ما أضرّ بالحركة التجارية الدولية عبر البحر الأحمر.