الرئيس الإسرائيلي يدين اعتداءات المستوطنين الصادمة في الضفة الغربية المحتلة

إدانة رئاسية وعسكرية لموجة اعتداءات المستوطنين

أدانت رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ ورئيس أركان الجيش أيال زامير، بشكل نادر ومباشر، تصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفه الغربية المحتلة، وهي موجة عنف يومية تربطها تقارير بتواطؤ أو تغاضٍ من قبل الجيش. ووصف هرتسوغ يوم الأربعاء هذه الاعتداءات بأنها «مروعة وخطيرة»، ما شكّل صوتًا نفَّاذًا نادرًا وسط صمت أو تحفظ المسؤولين الكبار تجاه أعمال القتل والاعتداء والنهب وتدمير الممتلكات.

تعرض مسجد قرب مدينة سلفيت للتخريب يوم الخميس، وفقًا لوكالة «وفا»، التي نقلت عن ناشط محلي أن مستوطنين سكبوا مادة قابلة للاشتعال عند مدخل المسجد وكتبوا عبارات عنصرية على جداره، قبل أن ينجح السكان في إخماد الحريق قبل امتداده داخل المبنى. وفي حوادث يوم الثلاثاء، شن عشرات المستوطنين الملثمين هجمات على قرى فلسطينية بالضفة، أحرقوا مركبات وممتلكات قبل أن يشتبكوا مع جنود الجيش.

وصف هرتسوغ العنف بأنه صادر عن «قلة» من الفاعلين وأنه «تجاوز خطًا أحمر»، داعيًا في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن تتدخل جميع الأجهزة الحكومية بحزم للقضاء على هذه الظاهرة. وزامير أيضًا أدان بشدة الارتفاع الحاد في الاعتداءات، وقال وفق ما نقل الجيش عنه: «نحن على دراية بالحوادث العنيفة الأخيرة التي اعتدى فيها مدنيون إسرائيليون على فلسطينيين وإسرائيليين. أنا أدينها بشدة»، مؤكدًا أن الجيش «لن يتسامح مع سلوك إجرامي تقوم به أقلية تلطخ سمعة الجمهور الملتزم بالقانون». (ملاحظة: الجيش الاسرائيلي صرح بذلك.)

قلق دولي وتأثير محتمل على جهود السلام

أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن قلقه من أن تفرَّ هذه العنفيات عن السيطرة وتُقوّض جهود التهدئة المدعومة أميركيًا في قطاع غزة. وقال بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا: «آمل ألا يحدث ذلك»، مضيفًا «لا نتوقع أن يحدث، وسنفعل كل ما في وسعنا لضمان ألا يحدث».

يقرأ  نائب برلماني جنوب أفريقي مثير للجدل أُدين بإطلاق سلاح ناري في مكان عام

تفاصيل الهجمات والتداعيات

في هجمات الثلاثاء استهدفت حملات المستوطنين قريتي بيت لِد ودير شرف؛ حيث أضرموا النار في أربعة صهاريج ألبان ومزارع ومساكن من الصفيح وخيام تعود لمجتمع بدوي. واتهم المسؤول الفلسطيني معَيَّد شحّاد هذه الاعتداءات بأنها جزء من حملة تهدف لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، واتهم إسرائيل بمنح المستوطنين الحماية والحصانة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية عن توقيف أربعة إسرائيليين بتهمة «عنف متطرف». كما أظهر شريط فيديو تحققه الجزيرة عددًا من المركبات وهي مشتعلة بينما يحاول سكان محليون إطفاء النيران.

وردًا على هجوم نفذه مستوطنون ضد جنود وإلحاق أضرار بمركبة عسكرية، اعتبر المراقبون أن هذا الحدث نادر نسبيًا، إذ إن المستوطنين غالبًا ما يشنّون حملات بوقاحة وفي كثير من الأحيان تحت غطاء أو بمرافقة من عناصر عسكرية.

دورة عنف مستمرة وإحصاءات مقلقة

بلغت الاعتداءات، بحسب لجنة مقاومة الاستيطان وجدار الفصل التابعة للسلطة الفلسطينية، نحو 2350 هجومًا في أنحاء الضفة الشهر الماضي ضمن «دورة عنف مستمرة». وذكر رئيس اللجنة أن قوات الاحتلال نفذت نحو 1584 عملية اعتداء شملت اعتداءات جسدية مباشرة وهدم منازل واقتلاع أشجار الزيتون، مع تركيز العنف في محافظات رام الله (542)، نابلس (412)، والخليل (401).

وغالبًا ما تتصاعد اعتداءات المستوطنين خلال موسم قطف الزيتون بين سبتمبر ونوفمبر، وهو وقت حرج يؤمن دخلًا مهمًا لعديد من العائلات الفلسطينية. وأوضحت منظمة «بتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية أن المستوطنين يهاجمون الفلسطينيين «يوميًا» عبر إطلاق النار والضرب والتهديد ورمي الحجارة وحرق الحقول وتدمير الأشجار والمحاصيل وسرقة المنتوجات وقطع الطرق واجتياح المنازل وحرق السيارات.

أزمة الاستيطان والنتائج المعيشية

تشكل المستوطنات مجتمعات يهودية أحادية الطابع بُنيت على أراضٍ احتلتها إسرائيل عام 1967، وتعتبرها القوانين الدولية غير شرعية. ويقطن اليوم ما بين 600 ألف و750 ألف مستوطن في أكثر من 250 مستوطنة ومتفوق عبر الضفة والقدس الشرقية المحتلة، يقيم كثير منها قرب بلدات وقرى فلسطينية ما يفاقم التوترات ويشدد قيود الحركة على السكان الفلسطينيين. وغالبًا ما يكون المستوطنون مسلَّحين ومصاحبِين أو محميين بوجود عسكري، وقد نفذوا حوادث حرق وقتل وخسائر مادية جسيمة لسكان الضفة.

يقرأ  ناجي من الهجمات الإرهابية لحركة حماسيخاطب طلاب جامعة بينغهامتون

أضف تعليق