أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الإثنين عفواً رئاسياً شمل الناشط البارز علاء عبد الفتاح، وفق ما ورد في بيان للرئاسة.
جاء القرار مفاجئاً وأثار تكهنات واسعة بأن الإفراج عن عبد الفتاح (43 عاماً) قد يكون جزءاً من صفقة تبادل مع مواطن مصري محتجز في المملكة المتحدة.
وأوضح البيان أن الرئيس عفا عن «عدد من المحكوم عليهم، بعد استكمال الإجراءات الدستورية والقانونية في هذا الشأن»، وذكر اسم علاء عبد الفتاح إلى جانب خمسة أشخاص آخرين.
يُعد علاء عبد الفتاح شخصية محورية في انتفاضة 2011 التي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. وكان من المتوقع إطلاق سراحه عند نهاية محكوميته في سبتمبر 2024، لكنه ظل رهن الحبس الاحتياطي.
تعرض للاعتقال في 2013 أثناء مظاهرة احتجاجية ضد تشديد القوانين المنظمة للتظاهر، وبقي في السجن منذ ذلك الحين. وتصف عائلته التهم الموجهة إليه، والمتعلقة بنشر «أخبار كاذبة»، بأنها تهم سياسية مفروضة لأغراض قمعية.
على صعيد دبلوماسي، أبقى الجانب المصري على رفضه الاعتراف بالجنسية البريطانية التي مُنحت لعبد الفتاح في 2021، وظلت المطالبات المتكررة من رؤساء وزراء بريطانيين متعاقبين دون جدوى، كما مُنعت المنحُى القنصلي من الحماية المعلنة له.
ذكرت صحيفة الغارديان اللندنية في يونيو أن السيسي رفض استقبال مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بشأن الملف، وهو ما طغى على فعاليات مؤتمر المناخ COP27 الذي استضافته مصر عام 2022.
قد تكون الأزمة الدبلوماسية بين القاهرة ولندن عاملاً دافعاً لقرار العفو، لا سيما بعد احتجاز مؤيد للحكومة المصرية في لندن إثر مواجهة مع متظاهرين أمام السفارة المصرية هناك. وسعى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى الإفراج عن الرجل، فثار الحديث عن احتمالية صفقة تبادل.
أخت عبد الفتاح، سناء، المتواجدة حالياً في القاهره، قالت إنها علمت بخبر الإفراج من خلال وسائل الإعلام: «لا أستطيع أن أصدق أننا نستعيد حياتنا»، ونشرت العبارة على منصة X. وكتبت شقيقتها الأخرى: «قلبي سينفجر».
تُشير تقديرات عام 2022 إلى أن أكثر من 60 ألف شخص محتجزون لأسباب سياسية في مصر. وتُكاد المظاهرات تكون محظورة عملياً، مع تكرار تقارير عن التعذيب وسوء المعاملة تجاه المسجونين.
مع ذلك، شمل العفو خلال السنوات الماضية كثيرين من المحبوسين، من بينهم الناشط الحقوقي البارز باتريك جورج زكي.
لجأ علاء عبد الفتاح إلى اضراباً عن الطعام عدة مرات، كان آخرها في أعقاب نقل والدته المقيمة في لندن إلى المستشفى؛ وقد خاضت هي نفسها إضراباً عن الطعام احتجاجاً على احتجازه.