الرئيس الفنلندي: ترامب الوحيد القادر على إجبار بوتين على الجلوس إلى مائدة المفاوضات

قال رئيس فنلندا، ألكسندر ستوبب، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية إن دونالد ترامب “هو الوحيد القادر على إجبار” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المجيء إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب في اوكرانيا.

وأضاف ستوبب أنه من الثوابت أن فنلندا لن تعترف أبداً بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وأن هدفه ضمان بقاء أوكرانيا دولة مستقلة وذات سيادة بعد انتهاء الحرب، وأن تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي، وآملاً أيضاً في انضمامها إلى حلف الناتو.

وتحدث ستوبب لبرنامج Today على راديو BBC 4 قبيل لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع ترامب في البيت الأبيض، حيث قال زيلنسكي للرئيس الأميركي: “أعتقد أننا نستطيع إنهاء هذه الحرب بمساعدتك”. من جهته، نقل ترامب أن بوتين وافق على لقاء وجهاً لوجه في المجر.

وقال ترامب يوم الجمعة إن بوتين “يريد إنهاء الأمر. وأعتقد أن الرئيس زيلينسكي يريد إنهاءه أيضاً. الآن علينا أن ننجز ذلك”. وردّ زيلينسكي في البيت الأبيض بأن أوكرانيا مستعدة للحوار بأي صيغة وتسعى إلى السلام، لكنها ترى أن بوتين يجب أن يتعرّض لضغط لإنهاء الحرب.

أشار ستوبب إلى أن لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا في أغسطس الماضي لم يفضِ إلى اختراق حاسم، وأنه سبق لترامب أن سأله أثناء لعبة غولف عمّا إذا كان يمكنه الوثوق ببوتين، فكانت إجابة ستوبب بالنفي. لافتاً إلى أن ما يلزم ليس قدرات الإغراء فحسب، بل كذلك استخدام “العصا” لشنوط روسيا على طاولة المفاوضات: “يجب أن تُجبر روسيا على القدوم للتفاوض من أجل السلام، وهذا ما يسعى الرئيس ترامب لتحقيقه.”

وشرح ستوبب أن ترامب منح بوتين “جزة” (carrot) في ألاسكا، لكنه لاحقاً تبنّى لغة أشدّ تضييقاً (أكثر من العصا). كما عبّر عن تفاؤله بإمكانات ترامب التفاوضية، مقتنعاً أن مساعي التسوية تطورت خلال ثمانية أشهر من ولايته الثانية أكثر مما تطور خلال السنوات الثلاث السابقة.

يقرأ  قيادات حماس تتهافت على الفرار من غزة بينما تبقي المدنيين في مرمى الخطر

ذكر ستوبب أن روسيا ضمت القرم عام 2014 وشرعت في غزو شامل لأوكرانيا عام 2022، وأن فنلندا لن تُعترف بضم القرم أو بمناطق دونيتسك ولوهانسك كأراضٍ روسية. وأضاف: “الذين يقررون في مسألة الأرض هم الأوكرانيون أنفسهم”. وأكد رغبته في أن تحتفظ أوكرانيا باستقلالها وسيادتها وأن تستعيد تكاملها الإقليمي، وأن تصبح دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وأن تنضم إلى الناتو إن أمكن — فذلك ما نقاتل من أجله الآن.

تطرّق ستوبب إلى مواقف ترامب السابقة، إذ قال ترامب في أغسطس إنه لا يرى انضمام أوكرانيا إلى الناتو كجزء من صفقة سلام محتملة؛ كما طُرحت فكرة تبادل أراضٍ، ثم عاد ترامب في سبتمبر ليقول إن كييف قد تستعيد كل أراضيها الأصلية. وفسر ستوبب هذا التبدل بأن الأداء الروسي على الأرض لم يكن متقدّماً — فقد استحوذت روسيا على نحو 1% فقط من الأراضي الأوكرانية خلال ألف يوم، بينما نجحت أوكرانيا في دفع الهجوم إلى الخلف.

وعن الوضع الاقتصادي الروسي، لفت ستوبب إلى أن اقتصاد موسكو أصغر من اقتصاد إيطاليا ويعاني استنزاف الاحتياطيات ونموّاً قريباً من الصفر، مع تضخم تراوح بين 10% و20%، مقترحاً استخدام الضغوط الاقتصادية كأداة لإجبار روسيا على التفاوض. وأبرز مطلبه ضمان تحويل نحو 200 مليار يورو من الأصول الروسية المجمدة كقرض لكييف، يُحتفظ به إذا لم تدفع روسيا تعويضات بعد مفاوضات سلام، وكذلك قطع صادرات النفط والغاز الروسي إلى أوروبا التي تراجعت فعلاً بنحو 80%، وفرض عقوبات على الدول المشترية لهذه الطاقة إلى جانب الحزمة الأوروبية التاسعة عشرة من العقوبات.

وختم ستوبب بأن كل الألعاب الاستراتيجية لبوتين فشلت فشلاً ذريعاً: لم ينجح في احتلال أوكرانيا، ولم يفلح في تقسيم أوروبا أو تفكيك حلف الناتو — بل انضمّ إليه عضوان جديدان هما فنلندا والسويد. وبيّن أن “التحالف الإرادي” في أوروبا مستعدّ لتقديم ضمانات أمنية لكييف بالمجال الجوي والبحري والاستخباراتي، لكنه أكد الحاجة إلى دعم أميركي كضمان خلفي في مجالات الدفاع الجوي والاستخبارات والعمليات.

يقرأ  رجل مُتَّهَم بالتبوُّل على النّصب التّذكاري لمارتن لوثر كينغ

أعرب ستوبب عن أمله في أن يثمر مسار سلام من مرحلتين — أولاً وقف لإطلاق النار لوقف القتل، ثم عملية سلام ممتدة — عن نتائج خلال الأيام والأسابيع المقبلة، مشدداً: “سنبذل جهداً مستمراً. المفتاح هو الانخراط والبحث عن حلول بواقعية. في السياسة الخارجية عليك أن تتعامل مع العالم كما هو، لا كما تتمنى أن يكون. لكن هيا، لنعمل من أجل السلام.”

أضف تعليق