أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عفواً عن تشانغ بنغ تشاو، مؤسس بورصة باينانس — الأكبر في العالم لتداول العملات المشفّرة.
في نيسان/أبريل 2024 قُضي بتوقيع تشاو غيابياً بأربعة أشهر سجن بعد أن اعترف بخرق قوانين مكافحة غسيل الأموال الأمريكية، وحُكم على باينانس بدفع 4.3 مليار دولار بعد تحقيق أميركي خلُص إلى أنها ساعدت مستخدمين على التحايل على العقوبات.
وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفت ملاحقة تشاو في عهد بايدن بأنها جزء من “حرب على العملات المشفّرة”. وأكدت أن تشاو استُهدف “رغم عدم وجود اتهامات بالاحتيال أو ضحايا محددين”، وأن سعي الادعاء للحصول على حكم بالسجن ثلاث سنوات قد “ألحَق أضراراً جسيمة بسمعة الولايات المتحدة”. وأضافت قائلة: “حرب إدارة بايدن على العملات الرقمية قد انتهت”.
يأتي القرار بالعفو في سياق تبنّي إدارة ترامب مواقف أكثر ودّية تجاه العملات الرقمية مقارنةً بسلفه؛ إذ تعهّد الرئيس بجعل الولايات المتحدة “عاصمة الكريبتو” في العالم، وطرح عملته الرقمية الخاصة قبيل أدائه اليمين في يناير. ومنذ ذلك الحين سعى إلى تأسيس احتياطي وطني للعملات المشفّرة ودفع لتسهيل استخدام الإدخار التقاعدي للاستثمار فيها.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن ممثلين عن عائلة ترامب — التي تمتلك شركة كريبتو اسمها World Liberty Financial — أنهم أجروا محادثات مؤخراً مع باينانس. وبحسب الصحيفة، كرّست الشركة نحو عام لمتابعة طلب عفو عن مؤسسها السابق، الذي أنهى فترة حبسه البالغة أربعة أشهر في سبتمبر 2024.
حتى الآن لم ترد باينانس على طلبات التعليق. وقد ظلت المنصة، المسجلة في جزر كايمان، الأكثر شهرة عالمياً لشراء وبيع العملات الرقمية والأصول الرقمية الأخرى.
استقال تشاو من منصبه في نوفمبر 2023، وكتب على منصة X أن التخلي عن القيادة “لم يكن سهلاً من الناحية العاطفية” لكنه “الأمر الصائب”. وقال أيضاً: “ارتكبت أخطاء، ويجب أن أتحمّل المسؤولية”.
اتهمت السلطات الأمريكية آنذاك باينانس وتشاو بـ”انتهاكات متعمدة” للقوانين، وذكرت أنها هددت النظام المالي والأمن القومي للولايات المتحدة. وقالت وزيرة الخزانة آنذاك جانيت يلن إن باينانس “أغمضت عينيها عن التزاماتها القانونية في سبيل الربح”، مما أتاح تدفُّق أموال إلى الإرهابيين والمجرمين الإلكترونيين ومسيئي الأطفال عبر منصتها.