شاهد: كيف بدا المشهد حين حُكِمَ على قاتلة الفطر في أستراليا بالسجن المؤبد
أصدرت محكمة عليا أسترالية حكماً بالسجن المؤبد على إيرين باترسون (50 عاماً)، مع استبعاد احتمال الإفراج عنها قبل مرور 33 سينوات على الأقل، بعد إدانتها بقتل ثلاثة من أقاربها ومحاولة قتل رابع عبر تقديم وجبة ملوثة بالفطر السام.
قال القاضي إن الجرائم تندرج في «أشد الفئات» من الانتهاكات، وإنها شملت «تستّراً معقَّداً» على الوقائع. باترسون قدّمت لأسرتها في منزلها بولاية فيكتوريا لحم بيف ويلينغتون تبيّن لاحقاً أنه احتوى على فطر قاتل، فأودى بحياة دون وغيل باترسون، وكلاهما في السبعين من العمر، وهيذر ويلكينسون (66 عاماً). الناجي الوحيد من الغداء كان إيان ويلكينسون، وهو قس محلي وزوج هيذر، تعافى من غيبوبة لكنه يعاني تبعات صحية مستمرة بسبب التسمم.
كان من المقرر أن يحضر الزوج المنفصل عن باترسون، سايمون باترسون، الغداء أيضاً لكنه ألغى حضوره في اللحظة الأخيرة جزئياً لأن لديه اعتقاداً دام سنوات بأن زوجته كانت تحاول تسمّمه. باترسون ظلت تُصرّ على براءتها، زاعمة أن الفطر السام أُضيف عن طريق الخطأ وأنها لم تكن تنوي إلحاق الأذى بأقاربها.
حكمت المحكمة بثلاثة أحكام بالسجن المؤبد متتالية عن جرائم القتل، إضافة إلى عقوبة تبلغ 25 عاماً لمحاولة القتل ضد السيد ويلكينسون. وصرّح القاضي كريستوفر بيل خلال النطق بالعقوبة أن جسامة الجرائم تقتضي «أقصى عقوبة»، معتبراً أن ظروف السجن القاسية التي تواجهها المتهمة—بما في ذلك قضائها خمسة عشر شهراً في الحبس الانفرادي حتى الآن وإمكانية استمرار ذلك لدواعٍ تتصل بسلامتها—هي من العوامل التي أثرت على قرار الإبقاء على احتمال الإفراج المشروط.
نوّه القاضي أيضاً إلى أن سمعة باترسون ودرجة الاهتمام الإعلامي والجماهيري بحالتها تجعلها «سجينة سيئة السمعة لسنوات طويلة مقبلة» وتعرّضها لمخاطر كبيرة من سجينات أخريات. وبيّن أن ظروف احتجازها حالياً في سجن نسائي ذو أقصى درجات الحماية تكاد تقضي على كل تواصل اجتماعي معها، حيث تقضي 22 ساعة يومياً في زنزانتها بلا اتصال مع السجينات الأخريات بسبب تصنيفها «مخالفاً خطيراً».
أشار القاضي إلى أن الادعاء لم يزعم وجود دافع واضح خلال محاكمة القتل التي استمرت تسعة أسابيع والتي اختتمت قبل شهرين، وقال إنه لن يدخل في التكهنات بشأن الدافع: «أنتِ وحدك من يعرف لماذا فعلت ذلك». كما لام المتهمة على ما بدا من عدم إظهارها أي ندم في الأيام التي تلت الغداء بينما كان الناجون يقاتلون من أجل حياتهم في المستشفى، قائلاً: «فشلكِ في إظهار أي ندم كان كالصبّ الملّح في جراح الضحايا».
في خارج أروقة المحكمة تحدث إيان ويلكينسون علناً للمرة الأولى عن المحنة التي مزقت أسرته، معبراً عن شكره للشرطة وللفريق القانوني وللطاقم الطبي الذي عالج الضحايا خلال الأيام التالية للحادث. ودعا الناس إلى التحلي باللطف تجاه بعضهم البعض.
بلغت درجة الاهتمام القضائي والإعلامي ذروتها خلال جلسة النطق بالعقوبة، إذ قررت المحكمة للمرة الأولى في تاريخها السماح بدخول كاميرا تلفزيونية إلى قاعة الجلسات لنقل الإجراءات مباشرة، بعدما كانت تُبث في السابق عبر كاميرات داخلية فقط.
باترسون لديها مهلة 28 يوماً لأجل تقديم أستئناف على الحكم وكذلك على إداناتها بجرائم القتل الثلاث ومحاولة القتل.