السكان الأصليون في الولايات المتحدة يدينون تحرك البنتاغون للحفاظ على ميداليات «ووندِد ني»

مذبحة ووندد ني

نُشر في 27 سبتمبر 2025

الكونغرس الوطني للهنود الأمريكيين أدان بقوة مراجعة للبنتاغون قررت عدم سحب الميداليات التي مُنحت للجنود الأميركيين خلال معركة ووندد ني عام 1890، والتي يعتبرها كثير من المؤرخين مذبحة.

«الاحتفاء بجرائم الحرب ليس وطنيًا. هذا القرار يضعف رواية الحقيقة ومسار المصالحة والشفاء الذي ما زال يَحتاجه العالم الهندي والولايات المتحدة»، قال لاري رايت الابن، المدير التنفيذي للمؤتمر، في بيان أصدره السبت.

وزير الدفاع الحالي بيت هيغسث صرّح في مقطع مصوَّر نُشر على موقع X أنّ لجنة المراجعة أوصت بضرورة إبقاء الميداليات، وأنه اتبع تلك التوصية. وقال: «نؤكد أنهم يستحقون تلك الميداليات. هكذا القرار بات نهائيًا، ومكانتهم في تاريخ أمّتنا لم تعد موضع نقاش». وانتقد هيغسث سلفه لعدم اتخاذ قرار مماثل، معتبراً أن وزير الدفاع السابق كان أكثر انشغالًا بأن يكون «صحيحًا سياسيًا» منه «صحيحًا تاريخيًا».

المذبحة والذاكرة التاريخية

وقعت مذبحة ووندد ني في 29 ديسمبر 1890 بولاية ساوث داكوتا، عندما قتل جنود الولايات المتحدة وجُرِح أكثر من 300 من رجال ونساء وأطفال شعب لاكوتا سو. شكلت أحداث ووندد ني نهاية حروب الهنود، التي أجبرت خلالها الشعوب الأصلية على التنازل عن أراضيها ثم الحشر في محميات.

في عام 1990، أقرّ الكونغرس قرارًا عبّر فيه عن «أسف عميق» للصراع، مشيرًا إلى الأهمية التاريخية لمذبحة ووندد ني وإلى ضرورة الاعتراف بالمعاناة التي لحقت بشعب السيوكس وذريّات الضحايا والناجين.

خلفية السياسة الحالية

لويد أوستين، الذي كان وزير دفاع في عهد الرئيس جو بايدن، أمر بإجراء مراجعة للأوسمة العسكرية، لكنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا قبل مغادرته منصبه في يناير. منذ تولي هيغسث منصبه، شنّ هجمات على جهود التنوع والعدالة والشمول داخل البنتاغون، وأوقف الاحتفالات والتكريمات الخاصة بشهور الهوية مثل شهر تاريخ الأمريكيين الأصليين وشهر تاريخ السود. كما واجه البنتاغون انتقادات هذا العام بعد أن أزال لفترة وجيزة الإشارات الإلكترونية إلى متحدثي الشيفرة نافاجو الذين أسهموا بشيفرة غير قابلة للكسر دعمت قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

يقرأ  كيم جونغ أون يعرّف العالم بابنته، المرشحة لخلافته، على الساحة الدولية

القرارات المعلنة والإدانات المستمرة تعبّر عن انقسام عميق حول كيفية تعامل الدولة مع صفحات مؤلمة من تاريخها، وما إذا كانت رموز التكريم العسكري يجب أن تُراجع في ضوء الحقائق التاريخية.

أضف تعليق