السلطات تحذّر: أزمة الملاجئ في غزة تمثّل أخطر كارثة ناتجة عن الحرب أخبار غزة

أزمة مأوى حادة تضرب غزة مع تفاقم قيود الإمدادات الإنسانية

تواجه أكثر من 288,000 أسرة في قطاع غزة أزمة مأوى متصاعدة، مع تدهور أوضاع الفلسطينيين النازحين بسبب الحرب، بحسب ما ذكره مكتب الإعلام الحكومي. القيود الإسرائيلية على المواد الإنسانية عمّقت من معاناة المشردين وحرمت مئات الآلاف من مأوى آمن وخدمات أساسية.

أوضحت السلطات المحلية أن أمطاراً غزيرة غمرت خلال الأيام الماضية عشرات الآلاف من الخيام المؤقتة في مختلف أنحاء القطاع، ما ترك العائلات في ظروف «لا يمكن لأي مجتمع أن يتحملها». وأكد المكتب أن السكان يواجهون «أخطر كارثة إنسانية» منذ اندلاع الحرب، وأن الحصار على مواد المأوى «يعمد إلى تعميق الكارثة عمداً».

بدأت الفيضانات مع وصول أول عاصفة شتوية إلى غزة مساء الخميس، حيث أكدت الأمم المتحدة إصابة أكثر من 13,000 أسرة بمشكلات خلال ساعات قليلة. وتفاقمت الأوضاع مع استمرار الأمطار، فانهارت الخيام المهترئة التي أمضى فيها النازحون قرابة عامين، خصوصاً أن العديد من المخيمات تقع في منخفضات مقارنة بالمناطق المحيطة، ما عرضها لغمر كامل بالمياه بحسب تقارير ميدانية.

تطالب الجهات المحلية بتوفير نحو 300,000 خيمة ووحدة سكنية متنقلة لتأمين مأوى أساسي للنازحين، وهو رقم أعلنته مراراً منذ أشهر، إلا أن السلطات الإسرائيلية منعت دخول هذه الإمدادات رغم سريان وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر. وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن أكثر من 80% من مباني غزة تعرضت للضرر أو الدمار خلال الحرب، مما أدى إلى نزوح جماعي واسع.

اعتبر خبراء حقوقيون أن الحملة التي حوّلت أجزاءً كبيرة من غزة إلى أنقاض قد ترقى إلى مستوى الإبادة، مستندين إلى تعريفات الأمم المتحدة التي تشمل «تعمد إحداث ظروف حياة تحسباً لإهلاك مجموعة من الأشخاص كلياً أو جزئياً». وفي بيانٍ رسمي اتهم مكتب الإعلام «الاحتلال» بمواصلة سياسة التضييق ومنع ادخال الخيام والبلاستيك والأغطية، وإغلاق المعابر والامتناع عن تنفيذ البروتوكول الإنساني المتفق عليه كجزء من الهدنة.

يقرأ  صيحات استهجان في متحف اللوفر ضد مديره — المتحف مغلق حتى الأربعاء

من جهتها، تنفي هيئة التنسيق الإسرائيلية (كوغات) تقييدها للمساعدات الإنسانية، فيما وصف فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوضع بأنه «بؤس فوق بؤس» محذراً من أن الملاجئ الهشة «تغمر بسرعة وتبتلّ متاع الناس».

أفادت الأونروا بأن لديها إمدادات كافية متكدسة في الأردن ومصر تمكّن من تعبئة نحو 6,000 شاحنة، تشمل طعاماً يكفي سكان القطاع لثلاثة أشهر، غير أن القيود الإسرائيلية تقصر دخول الشاحنات على نحو نصف الحاجة اليومية المقدرة بين 500 و600 شاحنة. كما قالت الوكالة إنها ممنوعة من إدخال أدوات مدرسية بسيطة مثل الأقلام والدفاتر بسبب قواعد استيراد تفرضها السلطات الإسرائيلية.

حذّرت منظمات الإغاثة مطلع نوفمبر من هشاشة وضع نحو 260,000 أسرة فلسطينية، أي ما يقارب 1.5 مليون شخص، قبيل موجة الشتاء. واعتبرت ناتالي بوكلي، مسؤولة عليا في الأونروا، أن استمرار القيود يشكل خرقاً للقانون الدولي الإنساني، مستندة إلى أحكام اتفاقية جنيف الرابعة وقرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي ألزم إسرائيل بضمان «الإمدادات الضرورية للحياة اليومية» للفلسطينيين.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر خلال زيارة لمخازن الإغاثة في الأردن هذا الشهر إن «لا مبرر لإسرائيل لتأخير المساعدات الإنسانية». ورأى البروفسور موكيش كابيلا من جامعة مانشستر أن القيود استراتيجيّة سياسية متعمدة وليست مشكلات لوجستية؛ إذ تهدف إلى زيادة الضغط على حماس بشأن ملف الأسرى وربما نزع السلاح، لكنها تزيد من معاناة المدنيين.

دعا مكتب الإعلام الحكومي رئيس الولايات المتحدة ووسطاء الهدنة إلى اتخاذ إجراءات فورية وقوية لإجبار الاحتلال على الالتزام بما وقّع عليه في اتفاق الهدنة والبروتوكول الإنساني. وفي وقتٍ لاحق أفاد وزير الصحة في غزة أن نحو 266 شخصاً قُتلوا منذ بدء الهدنة، في ظل استمرار غارات إسرائيلية شبه يومية حتى في مناطق كان من المفترض أن تنسحب منها القوات.

يقرأ  وكالة حماية البيئة في عهد ترامب تسعى لتسريع منح تصاريح البنية التحتية للذكاء الاصطناعيأخبار البيئة

أضف تعليق