السودان يدين «جرائم حرب» ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر — ناجون يروون عمليات قتل • أخبار الأزمات الإنسانية

دبلوماسي سوداني كبير يتهم «قوات الدعم السريع» بارتكاب جرائم حرب في شمال دارفور

اتهم السفير السوداني لدى القاهرة، عماد الدين مصطفى عدوي، قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب واسعة في ولاية شمال دارفور، مستنداً إلى شهادات ناجين فرّوا من مدينة الفاشر تحدثوا عن إعدامات جماعية واعتداءات جنسية وممارسات عنف منهجية نفذها عناصر شبه عسكرية. وأضاف السفير في مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية أن الامارات متهمة بتقديم دعم لهذه القوات، فيما تنفي أبوظبي تلك المزاعم.

وجاءت تصريحات عدوي بعد حديث سابق لرئيس الوزراء السوداني كميل إدريس الذي طالب بمحاكمة قيادات الدعم السريع أمام المحاكم الدولية، مع رفضه في الوقت نفسه فكرة نشر قوات أجنبية على الأراضي السودانية واصفاً ذلك بأنه إجراء «غير شرعي». ويأتي ذلك مع تصاعد الدعوات الدولية للتحرك بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم، إثر حصار استمر نحو ثمانية عشر شهراً تزامن مع سياسة تجويع وأُبلغ عن سقوط آلاف القتلى المدنيين.

الناجون الذين غادروا الفاشر منذ سيطرة المليشيات أفادوا بوقائع إعدامات ميدانية ونهب واغتصاب وجرائم أخرى أثارت استنكاراً دولياً واسعاً. وتقول الحكومة السودانية إن عدد القتلى لا يقل عن ألفي مدني، بينما يشير شهود وعائلات إلى أن الحصيلة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير. وحتى الآن يُعتقد أن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا محاصرين داخل المدينة.

نداءات عاجلة للمجتمع الدولي

دعا السفير عدوي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعّالة تتجاوز بيانات الإدانة الشكلية، وطالب بتصنيف قوات الدعم السريع «منظمة إرهابية»، وإدانة ما وصفه بمذابح ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وكذلك بمقاطعة ودعم سياسي للجهة الإقليمية التي يتهمها السودان بتمويل هذه العمليات. وأكد أن الخرطوم لن تشارك في أي وساطة دولية أو إقليمية تقودها دول تشمل الامارات طالما استمرت الأخيرة ضمن مسارات التفاوض، مؤكداً أنها لا تُعتبر وسيطاً محايداً.

يقرأ  جيمس والشالراحة تلوح في الأفق

إنكار رسمي وإقرار بأخطاء اتجاهية

الامارات تنفي تزويد الدعم السريع بالأسلحة، في وقت اعترف مستشار إماراتي في منتدى بالبحرين بأن بعض القوى الإقليمية والدولية ربما قصّرت في إمكانية منع اندلاع الصراع، معتبراً الإطاحة بالحكومة المدنية في السودان خطأ فادحاً. وفي الوقت نفسه أدانت دول الوساطة — مصر، السعودية، الامارات والولايات المتحدة — عمليات القتل الجماعي ودعَت إلى زيادة المساعدات الإنسانية.

شهادات ناجين — قصص بوح ورعب

روى عدد من الفارين من الفاشر لمراسلي وكالات الإغاثة تفاصيل مؤلمة. قال آدم يحيى، الذي فرّ مع أربعة من أولاده، إن زوجته قُتلت بضربة من طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع قبل سقوط المدينة، ولم يسعهم الوقت للحزن قبل أن يضطروا للهرب، مشيراً إلى أن الشوارع كانت مغطاة بالجثث ووجود حواجز رملية أطلق منها عناصر القوتات النار بشكل عشوائي على رجال ونساء وأطفال.

أما امرأة في مخيم الدبّة بولاية الشمالية، اسمها الأول «رشا»، فحكت أنها تعرّضت لاعتداء جنسي جماعي حين كانوا يبحثون عن أبنائها بعد استيلاء عناصر الدعم السريع على مقر للجيش. قالت إنها فُرضت عليها داخلة منزل واعتُدي عليها ثم تُركت تبكي قبل أن تُسمح لها بالهرب وأخذ بناتها معها تاركةً أبنائها مجهولين المصير.

أزمة إنسانية ونقص معلوماتي حاد

تُشير وكالات الإغاثة إلى أن آلاف الأشخاص لا يُعرف مكانهم بعد فرارهم من الفاشر. وقالت كارولين بوڤار، مديرة منظمة «سوليداريتيه إنترناشيونال» في السودان، إن مئات قليلة فقط وصلوا إلى تاويلا في الأيام الماضية، وهو رقم ضئيل مقارنة بمن كانوا محاصرين في المدينة. وأضافت أن هناك «انقطاعاً تاماً» للمعلومات من داخل الفاشر منذ سيطرة الدعم السريع، وأن المعلومات المتاحة تأتي من المناطق المحيطة حيث يعتقد أن ما يصل إلى 15 ألف شخص لا يزالون عالقين.

يقرأ  مونسترو دي بانكوك — فيديو جولة التزلج في تايلاند

وطالبت منظمات الإغاثة بضغط دولي على الأطراف المتحاربة لفتح ممرات إنسانية فورية، أو السماح بدخول قوافل مساعدات أو نقل النازحين جواً أو برياً إلى تاويلا ومراكز آمنة أخرى، مع التأكيد على أن تأمين وصول المساعدات يمثل أولوية ملحّة لإنقاذ ما تبقى من حياة مدنية في المنطقة.

أضف تعليق