اعتقالات خلال احتجاجات تأييدًا لمضربي حركة فلسطين المحتجزة… وإجمالي قتلى غزة يتجاوز 70,000
أوقفت شرطة المملكة المتحدة عدداً من المشاركين في احتجاجات مؤيّدة لمضربي الإضراب عن الطعام من حركة فلسطين، في أول اعتقالات تُسجَّل بعد إعلانها نيتها التشدد تجاه أية دعوات عامة لـ«تعميم الانتفاضة» عقب هجوم شاطئ بوندي، الذي ربطت فيه، بصورة مثيرة للجدل، الاحتجاجات السلمية ضد الحرب الإبادية في غزة بعملية استهداف مميتة لمهرجان يهودي.
أوضحت شرطة لندن على منصة إكس مساء الأربعاء أنها أوقفت أربعة أشخاص خلال مظاهرات أمام وزارة العدل في ويسمنستر، «جميعها متعلقة بالهتاف أو ترديد شعارات تُطالب بالانتفاضة». وقُدِّمت الاعتقالات في إطار احتجاجات دُعيت لدعم ثمانية من مضربي الجوع المحتجزين الذين باتت حياتهم في خطر، والذين سُجنوا بسبب صلات مزعومة بتنظيم فلسطين أكشن.
جاء ذلك بعد إعلان كلٍّ من شرطة ميتربوليتان وقوة مانشستر الكبرى عن سياسة أكثر حزمًا في التعامل مع احتجاجاتٍ مؤيدة للفلسطينيين، بهدف التصدي لما وصفتها مزاعم معادية للسامية. وأيدت وزيرة حماية الفئات المعرضة للخطر جيس فيليبس خطوة الشرطة قائلة، بحسب صحيفة التايمز: «لا أرى تفسيرا آخر غير أنها تحريض على العنف، وما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة».
من جانبهم، أوضح بن جمال من حملة التضامن مع فلسطين أن كلمة «انتفاضة» في اللغة العربية تعني «الانتفاض أو النهوض ضد الظلم»، مشيراً إلى أن سياقها الفلسطيني يشير عادة إلى انتفاضات مدنية ضد الاحتلال العسكري وتوسع المستوطنات غير القانوني، مع وقائع تاريخية بارزة في 1987–1993 و2000–2005 التي قوبلت بردود عنيفة خلفت آلاف القتلى.
وانتقد جمال غياب التشاور حول الموقف الشرطي الجديد، واعتبر في تدوينة أن «قوى داخل المؤسسة السياسية» تستخدم «العنف العنصري البشع على شاطئ بوندي» لتشويه شرعية أي احتجاج ضد ما وصفه بالإبادة العلنية.
ويأتي تشديد الشرطة في أعقاب هجوم نفذه أب وابنه أودى بحياة 15 شخصًا يوم الأحد خلال حفلة حنوكا على شاطئ سيدني، وكذلك بعد هجوم أكتوبر على كنيس في مانشستر وقع في يوم كيبور، أقدس أعياد اليهود. وصرح قادة شرطة العاصمة وشرطة مانشستر الكبرى في بيان مشترك: «وقعت أعمال عنف، وتغير السياق — للكلمات معانٍ وتبعات. سنتصرف بحزم وسنقوم بالاعتقالات».
ورحبت جماعات يهودية بالإعلان، إذ اعتبر الحاخام الأكبر لإسرائيل في بريطانيا إفرايم ميرفيس أن الخطوة «خطوة مهمة لمواجهة الخطاب الكراهي الذي شهده شوارعنا والذي ألهم أعمال عنف وإرهاب». وتشير منظمات مثل صندوق الأمن المجتمعي إلى ارتفاع حوادث معاداة السامية في المملكة المتحدة.
في المقابل، تصاعدت مظاهر الإسلاموفوبيا والاعتداءات ضد المسلمين في بريطانيا، مدفوعةً بخطاب عنصري في السياسة الرئيسية من اليمين، ولا سيما من حزب الإصلاح بقيادة نايجل فاراج وأنصاره، ما أدى إلى ازدياد هذه الحوادث في السنوات الأخيرة.