عرضت الشرطة الكينية مكافأة قدرها مليون شلن (حوالي 7,700 دولار / 5,700 جنيه إسترليني) لقاء معلومات تؤدي إلى القبض مجدداً على المشتبه به بتسلسل القتل كولينز جومايسي خلوشا، وذلك بعد أكثر من عام على هروبه من الحجز.
يُعد خلوشا المشتبه الرئيسي في قتل أكثر من أربعين امرأة، عُثر على جثثهن مُشوهة في محجر مهجور تحول إلى مكب نفايات في العاصمة نيروبي. وفي أعقاب توقيفه هرب من الحجز مع اثني عشر موقوفاً آخر، بعد أن قَطعوا سقف شبكة سلكية وتسلقوا الجدار المحيط بالمركز.
أثارت الحادثة غضباً واسعاً ودفعت إلى انتقادات حادة لعدم تمكن أجهزة الأمن من إعادة القبض عليه منذ أكثر من عام. وتساءل كثيرون كيف أمكن له الهروب في 20 أغسطس 2024 من مركز احتجاز يُعتبر من بين الأكثر أمناً، ويقع قرب سفارة الولايات المتحدة ومكاتب الأمم المتحدة بالعاصمة.
قال الناشط خالد حسين، الذي تابع القضية عن كثب، للـBBC إن الشرطة «غير جادة» في حل جرائم قتل النساء اللواتي حُددت أعمارهن بين 18 و30 عاماً، وزعم أن بعض الجثث ما تزال داخل حفر المحجر «وتتعفن». ويرى حسين أن إعلان مديرية التحقيقات الجنائية عن المكافأة جاء رداً على فيلم وثائقي بثته محطة Citizen TV المحلية يفضح تقاعس الشرطة، واصفاً الخطوة بأنها محاولة للتغطية والشعور بالإحراج، و»مكافأة لا جدوى منها».
وقال المتحدث باسم الشرطة مايكل موتشيري للـBBC إنه أحال الاستفسارات إلى مديرية التحقيقات الجنائية، وأضاف أن المديرية سبق أن تناولت «تعقيدات تلك القضية» وأنها «على المسار الصحيح لحلها». ونشرت المديرية على منصة X أن مليون الشلن ستُمنح «لأي شخص يقدم معلومات موثوقة تُسهم في إعادة إلقاء القبض على المشتبه به».
كانت الشرطة قد عرضت مكافأة العام الماضي أيضاً دون تحديد مبلغها. واعتُقل عدة رجال شرطة العام الماضي بتهمة المساعدة المزعومة في هروب خلوشا، وأفرج عنهم بكفالة لاحقاً. وتساءل عدد كبير من الكينيين كيف لم يكشف رجال الأمن عن تراكم جثث على بعد نحو 100 متر فقط من مركز شرطة يفترض أنه مؤمَّن.
ورُوي أن خلوشا اعترف بالجرائم، لكن محاميه، جون ماينا ندغوا، أخبر المحكمة لاحقاً أنه تعرَّض للتعذيب؛ وقال للمراسلين في ذلك الوقت إن المتهم «خُنق ليعترف، وكان واضحاً أنه في حالة ضيق ورعب ومعاناة».
وقال رئيس مديرية التحقيقات الجنائية محمد أمين عند توقيف خلوشا إن الأدلّة تُظهر أننا أمام «قاتل متسلسل سيكوباثي لا يحترم الحياة ولا كرامة الإنسان». وكان من المقرر أن يواجه اتهامات بالقتل أمام المحكمة قبل أن يختفي.
ووصف وزير الداخلية كيبتشومبا موركومن الشهر الماضي هروب المتهم بأنه «مؤسف» و«قصة حزينة»، مضيفاً: «آمل بشدة أن يتم القبض عليه».