قالت حركة حماس إنها تعمل على انتشال رفات رهائن من تحت أنقاض الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الصليب الأحمر تسلَّم جثتين في غزة تقول حماس إنهما لرهائن، وستعاد الرفات إلى إسرائيل لتحديد هويتيهما رسمياً. وأفادت حماس بأنها استرجعت الجثتين يوم السبت.
وبذلك يرتفع عدد الرهائن المتوفين الذين أعيدت رفاتهم إلى إسرائيل إلى 12، بينما لا تزال رفاة 16 شخصاً بانتظار الإعادة.
أثار هذا التأخير سُخَظاً واسعاً في إسرائيل، خاصة أن بنود اتفاق وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي نصّت على تسليم جميع الرهائن، أحياءً وأمواتاً. وتقول حماس إنها تواجه صعوبة في العثور على البقايا المتبقية تحت أنقاض المباني المهدمة.
أمر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إبقاء معبر رفاح الحدودي بين غزة ومصر مغلقاً حتى إشعار آخر، وأشار إلى أن إعادة فتحه ستُدرس بناءً على تسليم الرفات الأخيرة وتنفيذ بنود اتفاق وقف النار. وتأكيداً لذلك، شدد جيش الدفاع الإسرائيلي على أن حماس «ملزمة بالالتزام بالاتفاق واتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة جميع الرهائن».
من جهتها خفّضت الولايات المتحدة من أهمية التكهّنات بأن التأخير يمثل إخلالاً باتفاق وقف إطلاق النار، فيما اعتبر الرئيس دونالد ترمب الاتفاق إنجازاً خلال زيارته لإسرائيل ومصر الأسبوع الماضي. ولم يُنشر نص الاتفاق رسمياً، لكن نسخة مسرَّبة ظهرت في وسائل إعلام إسرائيلية وتضمنت بنداً يراعي احتمال عدم توافر كل الرفات فوراً.
حمّلت حماس إسرائيل مسؤولية تعقيد مهمة البحث والانتشال، مشيرة إلى أن الضربات الجوية حطمت عدداً كبيراً من المباني، وأن إسرائيل تمنع إدخال الآليات الثقيلة والحفارات إلى القطاع، ما يعيق أعمال البحث.
ووصف المسؤول الإنساني في الأمم المتحدة، توم فليتشر، قطاع غزة بأنه «أرض خراب»، وقال إن الناس يفترشون الأنقاض بحثاً عن جثث وعن بقايا بيوتهم التي صارت كثيرة منها مَسوَّاة بالأرض.
كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أمريكية، أعادت حماس أيضاً جميع الرهائن العشرين الأحياء إلى إسرائيل. وأكدت قوات الدفاع الإسرائيلي هوية الرهين العاشر المتوفى الذي أعادته حماس يوم الجمعة، وهو إلياهو مارغاليت، حيث نُقِل جثمانه من كيبيوتس نير عوز بعد مقتله في 7 أكتوبر 2023. وصفه «منتدى الأسر المختطفة والمفقودين» بأنه «راعي في القلب» وكان يدير إسطبلاً للخيول لسنوات عديدة.
كذلك أفرجت إسرائيل بموجب الاتفاق عن 250 أسيراً فلسطينياً من سجونها وعن 1,718 معتقلاً من غزة. وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن إسرائيل سلَّمت عبر الصليب الأحمر جثث 15 فلسطينياً إلى مسؤولي القطاع يوم السبت، ليرتفع بذلك إجمالي الجثث التي استلمتها الوزارة إلى 135.
وبشكل منفصل، أفادت وزارة الدفاع المدني التابعة لحماس بأن قذيفة دبابة إسرائيلية قتلت 11 من أفراد عائلة فلسطينية واحدة يوم السبت، في أسوأ حادث منفرد يقتل فيه عدد كبير منذ بدء وقف إطلاق النار. وصرح الجيش الإسرائيلي بأن جنوداً أطلقوا النار على «مركبة مريبة» يزعم أنها عبرت ما يُعرف بالخط الأصفر الذي يفصل المنطقة التي لا تزال قوات إسرائيلية متمركزة فيها داخل قطاع غزة. لا توجد علامات مادية لهذا الخط، ولا يتضح ما إذا كانت الحافلة قد عبرته أم لا.
شنّت إسرائيل حملة عسكرية واسعة في غزة رداً على هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي قيل إن مسلحين تقودهم حماس قتلوا نحو 1,200 شخص في جنوب إسرائيل وأسروا 251 آخرين. ومنذ ذلك الحين، تقول وزارة الصحة التابعة لحماس إن نحو 68,000 شخص قُتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية في غزة، وتُعتبر أرقام الوزارة موثوقة إلى حدّ ما لدى الأمم المتحدة.
في سبتمبر، قالت لجنة تحقيق أممية إن إسرائيل ارتكبت «إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين في غزة، فيما رفضت إسرائيل التقرير بشدة واصفةً إياه بأنه «مشوّه وزائف».