الصومال يؤكد مقتل عناصر من حركة الشباب في اقتحام لسجن بمقديشو

هجوم على سجن شديد الحراسة في مقديشو

قُتِل السبعة مهاجمين الذين اقتحموا مجمع سجون كبير في مقديشو بعد ساعات من اشتباك مسلّح عنيف، في أكبر هجوم من نوعه على العاصمة خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما أعلنت الحكومة الصومالية. وشنّت حركة الشباب هجومها على «غودكا جيلو»، مجمع سجني تحت الأرض يُعرف باحتجازه مقاتلين من الجماعة، يوم السبت.

بدأت الحملة بتفجير سيارة مفخخة أعقبته تبادلات مكثفة لإطلاق النار وانفجارات دوت في أرجاء المدينة، وأسفرت المواجهات عن مقتل ثلاثة من عناصر الأجهزة الأمنية أثناء محاولتهم كبح الهجوم. وقالت الحركة في بيان إنها هاجمت السجن بغية تحرير عناصرٍ من صفوفها.

أفاد مسؤول أمني صومالي في سجن غودكا جيلو لوكالة رويترز بأنه سُمِع «انفجار هائل عند بوابة الزنازين ثم بدأ تبادل لإطلاق النار فوراً». وأضاف: «تمّ إرسال قوّات إضافية لاقتلاع المهاجمين».

ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن المهاجمين ارتدوا زِيّاً عسكرياً وركبوا مركبات مطلية لتشبه سيارات جهاز الاستخبارات، الأمر الذي مكّنهم من تجاوز نقاط التفتيش بسهولة، لأن مركبات القوات المسلحة لا تُعرّض عادةً للفحص الرسمي، بحسب بيان وزارة الأمن الداخلي. كما أورد البيان أن المهاجمين تسللوا عبر تلك النقاط مدفوعين بخداع بصري ومظهر مموّه.

وقع الاعتداء قبل ساعات من إعادة الحكومة فتح عشرات الطرق في العاصمة للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، وهي خطوة وصفها رئيس الوزراء حمزة باري بأنها دلالة على «تغيّرات وتحسّنات مرئية» في الوضع الامني. وبثّت القنوات المحلية لقطات تُظهر تفكيك بعض الحواجز الأمنية.

يُعدّ سجن غودكا جيلو موقعاً محصّناً قرب القصر الرئاسي في واحدة من أكثر مناطق مقديشو أمناً، مما يثير الشكوك حول الرواية الرسمية حول تحسّن الوضع الأمني في العاصمة. والحكومة الفدرالية الصومالية تخوض معارك مع حركة الشباب منذ 2007؛ وتصف قيادة القوات الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) الحركة بأنها «الأكبر والأغنى والأشد فتكا» من بين التنظيمات المرتبطة بالقاعدة، مع سيطرتها على مساحات واسعة في جنوب ووسط الصومال.

يقرأ  الحرب الروسية‑الأوكرانيةقائمة الأحداث الرئيسية — اليوم ١٢٦٩

خلال الأشهر الأخيرة، أعادت حركة الشباب فرض توازن قوى بعد هجمات استعادت بموجبها عدداً من المدن الاستراتيجية المحيطة بمقديشو، من بينها عدن ينبال، مركز لوجستي للجيش الصومالي يبعد نحو 200 كم شمال العاصمة. وفي ظل خسائر كبيرة للجيش الصومالي، استقال مستشار الأمن الوطني حسن شيخ علي في يوليو في ظروف لم توضح بعد.

بين يناير ويوليو من العام الجاري، نزح ما يقرب من 60 ألف شخص بسبب القتال بين قوات الحكومة والحركة في إقليم شبيلي الأوسط. وذكر تقرير لمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية هذا العام أن الصومال سجّل نحو ثلث مجموع القتلى في القارة المرتبطين بجماعات ذات روابط أيديولوجية مع الشباب.

في مارس، استهدفت حركة الشباب موكب الرئيس حسن شيخ محمود في مقديشو أثناء توجهه إلى المطار، في ما وصفه بأنه المحاولة الخامسة لاغتياله من قبل الجماعة. وقالت الحكومة الشهر الماضي إن عضواً في الحركة المسؤول عن ذلك الهجوم قُتل في عملية نفّذتها جهاز المخابرت الوطني.

تبع هجوم الموكب فترة من الهدوء النسبي في العاصمة، رغم تدهور الوضع في المناطق المحيطة. وفي مقابلة مع بي بي سي الصومالية في أواخر سبتمبر، أفاد الرئيس محمد بأن لا مدنيين في المدينة قُتلوا منذ شهور نتيجة لإطلاق نار أو انفجارات تعود للشباب، نتيجة تشديد الإجراءات الأمنية.

تُعد مقديشو، العاصمة التي غلب عليها تاريخ النزاعات، منطقة محصنة بقوات عسكرية كثيفة وشبكة نقاط تفتيش تُجرى فيها عمليات تفتيش على مدار المدينة. وتقول الخبيرة الأمنية سميرة قايد، العاملة على ملفات الصومال، إنّ الهجوم يكشف «فجوة» بين تقديرات الحكومة للوضع الأمني والواقع الميداني، مؤكدة أن الجماعة أظهرت بقدرتها على تنفيذ هجمات قريبة من القصر الرئاسي.

وتضيف قايد: «عدم تكثيفهم للهجمات في العاصمة لا يعني ضعفهم، بل أنهم يحتفظون بخياراتهم الزمنية ويختارون اللحظة المناسبة للضرب».

يقرأ  اكتشاف طُعم روسي لطائرة من طراز «شاهِد» مزوَّد بكاميرات على ظهره يبرز تكيف موسكو في حرب الطائرات المسيرة

أضف تعليق