العاصفة «أليس» تُحدث فيضانات وتُعرقل السفر في كاتالونيا وفالنسيا وإيبيزا

تحذيرات جوية شديدة لا تزال سارية في شرق إسبانيا مع استمرار العاصفة «أليس» في ضرب السواحل المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

هطولات غزيرة تسبّبت في سيول مفاجئة في كاتالونيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث تحولت شوارع بعض المناطق السياحية إلى مجاري طينية.

مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت أظهرت سيارات تُجرّها تيارات من الماء البني، فيما باشرت فرق الطوارئ إنقاذ سائقين احتجزتهم سياراتهم بعد غمرها بالمياه.

ولا يستبعد أن تكون الأسوأ لم تأتِ بعد. أصدرت وكالة الأرصاد الوطنية الإسبانية (Aemet) اليوم إنذاراً أحمر لِأجزاء من فالنسيا، محذرة من أن ما يصل إلى 100 مليمتر قد يهطل خلال ساعة واحدة فقط.

مسؤولو الحماية المدنية ناشدوا السكان بالبقاء في المنازل، محذرين من احتمال تفاقم الأوضاع في الأيام المقبلة.

«الوضع معقّد، ومزيد من الأمطار متوقعة»، قالت كريستينا فيسينتي، مسؤولة بارزة في وكالة الحماية المدنية بكاتالونيا، لصحيفة لا فانغارديا يوم الأحد.

رحلات وفوضى مرورية تتواصل على طول الساحل المتوسطي

حتى الآن لم ترد تقارير عن وفيات، لكن أُصيب 18 شخصاً من بينهم واحدٌ في حالة حرجة، وتسبّبت العاصفة في إضطراب كبير لحركة النقل.

تعطّلت خدمات القطارات بين برشلونة وفالنسيا على طول الممر المتوسطي، ما أثر على أكثر من 3000 راكب.

أُغلِق طريق AP-7 بين فريجِنالز وأولدِكونا، ونشرت وحدة طوارئ عسكرية للمساعدة في تصريف المياه وإزالة الحطام.

في جزر البليار، سبّبت الأمطار الغزيرة والرياح اضطراباً واسعاً في حركة الطيران. أوقف مطار إيبيزا عملياته مؤقتاً مساء الأحد بعد غمر المدرج وأجزاء من المبنى، ما أدى إلى إلغاء أو تأخير نحو 24 رحلة، كما أنقذت فرق الطوارئ عدداً من الأشخاص المحتجزين داخل مركبات على الجزيرة.

تحذيرات باللونين الأصفر والبرتقالي لا تزال سارية لإيبيزا وفورمينتيرا حتى يوم الثلاثاء؛ وقد تشهد بعض المناطق سقوط ما يصل إلى 50 مليمتر خلال ساعة واحدة.

يقرأ  أمطار غزيرة في المكسيك تثير فيضانات وانهيارات أرضية وتودي بحياة ما لا يقل عن 37 شخصًا

مزيد من الأمطار متوقعة طوال الأسبوع

حذّرت وكالة الأرصاد من استمرار الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية خلال الأسبوع، مع إنذارات برتقالية للمناطق الساحلية في أليكانتي وفالنسيا وكاستيلون.

قد يصل مجموع الأمطار في بعض المواقع إلى 300 مليمتر قبل انحسار العاصفة المتوقع يوم السبت 18 أكتوبر.

صُنِّفت العاصفة «أليس» كـDANA، وهي اختصار لـDepresión Aislada en Niveles Altos — انخفاض معزول في الطبقات العليا. تتشكل هذه الظواهر عندما ينفصل جيب من الهواء البارد عن التيار النفاث القطبي ويستقر فوق مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة.

تتكرر أحداث DANA الكبيرة عادة مرة أو مرتين كل عقد، لكن مزيج الأمطار الغزيرة والفيضانات الذي تخلقه قد يكون مدمّراً.

في أكتوبر 2024، ضربت فالنسيا إحدى أقوى حالات الـDANA في العصر الحديث؛ فيضانات كارثية أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وتسببت في دمار واسع النطاق، وأثارت غضباً شعبياً واسعاً نحو المسؤولين الذين أُتهموا بسوء إدارة الاستجابة.

رغم أن عاصفة هذا الأسبوع أقل حدة حتى الآن، إلا أن السلطات لا تزال تحث على الحذر، إذ إن تشبع التربة وهطول الأمطار الغزيرة يرفَعان بشكل كبير من مخاطر الفيضانات المفاجئة واضطراب الحركة على طول الساحل الشرقي لإسبانيا.

أضف تعليق