العجز المكتسب ما هو وكيفية التعامل معه؟

ما المقصود بـ«العجز المتعلَّم»؟

التعريف
العجز المتعلَّم هو حالة نفسية تنشأ عندما يواجه الشخص فشلاتٍ متكررة أو خبرات سلبية تؤدي به إلى الاعتقاد بعدم قدرته على التأثير في نتائج المواقف، فيتوقَّف تدريجياً عن المحاولة والتصرّف لتغيير الأمور.

مثال تطبيقي في الصف الدراسي
في تجربة صفّية مبسَّطة، قسّم المعلّم الطلبة عشوائياً إلى مجموعتين. أعطى كل طالب ورقة تتضمّن تمارين سهلة—مثل ترتيب حروف لتكوين كلمات (أناغرامات)—وطلب منهم إنجازها بنفسهم، وأن يرفعوا أيديهم عند الانتهاء. طُلب من المجموعة الأولى كلمات قابلة للحل، بينما تلقّت المجموعة الثانية مهمات تبدو مستحيلة أو غير قابلة للحل. ثم أعاد المعلّم تقديم مهمة ثالثة متطابقة لكلتا المجموعتين.

سار الحوار كما يلي (ملخّص):
المدرّس: اكتبوا، ثم ارفعوا أيديكم عند الانتهاء. ابدأوا بالتمرين الأول ثم التمرين الثاني.
طالب: انتهيتُ من التمرين الأول.
المدرّس: أحسنت. الآن كرِّسوا اهتمامكم للثاني ثم الثالث.
بعد أن أنهت مجموعة ما التمارين الأولى والثانية بسرعة، بدا أعضاء المجموعة الأخرى مستغرقين في الحيرة والإحباط. عندما وصل الجميع إلى التمرين الثالث، وهو نفسه لكلا المجموعتين، احتاجت المجموعة التي اختبرت الفشل سابقاً زمناً أطول بكثير، وأضحى أداء أفرادها أقلّ ثقة.

تفاعلات الطلبة (ملخّصة):
– شعور بالغباء أو الإحراج.
– إحساس بالعجلة والضغط.
– زِيادةُ الارتباك بدلاً من الوضوح.
– شعور بالإحباط وانهيار الثقة.

الشرح والتأويل
المعلّم أوضح أن نتيجة التجربة ليست انعكاساً لاختلاف في الذكاء أو القدرات بين المجموعتين—فالاختلاف ناتج فقط عن تكوين توقّعات سابقة نتيجة الفشل المتكرر. هذا ما نسميه «العجز المتعلَّم»: تجربة فشل أو إحباط مبكّر تُعمِّم على مهمّات لاحقة فتُضعف الدافعية والثقة. باختصار، الفشل المتكرر يغيّر تفسير الفرد لقدرته، فيتوقّف عن المحاولة حتى عندما يتاح له إنجاز ناجح.

يقرأ  من هو ياسر أبو شباب؟ زعيم ميليشيا مدعومة من إسرائيل قُتل في غزةأخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

تطبيقات اجتماعية وسلوكية
لماذا يهم هذا في الحياة الاجتماعية؟ لأن العجز المتعلَّم لا يقتصر على التعليم؛ يمكن أن يمتد إلى المواقف الاجتماعية والعاطفية:
– في العلاقات: قد يتوقّف شخص عن طرح طلبات أو التماس الدعم بعد أن جرب الرفض مرّات عدة.
– في الصداقات: إن ضحّت فتاة أو شاب بقيمهما مرة واحدة من أجل قبول مجموعة، قد يستمرّ ذلك لاحقاً نتيجة توقعات التقبل والرفض.
– في التنمّر المدرسي: إن تعرّض طفل للإيذاء مرة، فقد لا يدافع عن نفسه لاحقاً لأن ثقته قد اهتزّت.

نقطة اجتماعية خاصة بالجندر
قد تزيد الضغوط الثقافية على البنات بأن يكنَّ هادئات أو غير غاضبات من احتمالية تمكين العجز المتعلَّم في السياق الاجتماعي. أيّ تجربة سلبية مبكرة قد تُقوّض قدرة الفتاة على التعبير عن رأيها أو التصدّي عند اللزوم، ما يحدّ من تعلم استراتيجيات تواصل وصيانة للعلاقات الصحية.

الاستنتاج التربوي
الدرس العملي هنا هو أن مواجهة الفشل والتدرّب على التعامل معه مهمّان: يجب أن نعلّم الطلبة ـ وبخاصة الفتيات ـ أن يفشلوا بحزم، أن ينهضوا من الفشل ويتعلموا استراتيجيات بديلة، لأن الاستسلام المبكر يحرمهم من فرص التعلم والتطوّر العاطفي والاجتماعي.

ملاحظة تحريرية
هذا النص فصل المتحدّثين ووضع علامات ترقيم لتوضيح الانتقال بين الحوارات. هل ترغب/ين في مزيد من التعديلات؟

النص الكامل متاح عبر يوتيوب (Full transcription provided by YouTube)

أضف تعليق