العلماء: الثقوب السوداء فائقة الكتلة أقل ضخامة مما كان يُعتقد

دراسة تكشف أن الثقوب السوداء قد تكون أصغر مما ظُنّ — اكتشاف يتحدى نماذج نمو الكون

نُشر في 25 سبتمبر 2025

أفادت مجموعة من العلماء بأن ما يُعرف بالثقوب السوداء «فائقة الكتلة» قد لا تكون ضخمة بالقدر الذي تَوَهَّمَه الباحثون سابقًا. جاء ذلك بعد دراسة رائدة لمطهَرٍ كوني بعيد هو قلب نشط لمجرة متقدمة في الكون، أظهر أن كتلة الثقب الأسود في مركزها تعادل نحو مليار شمس فقط — أي نحو عُشر التقديرات السابقة.

قادت فريق البحث جامعة ساوثهامبتون بالتعاون مع زملاء أوروبيين، ورصدوا هذه المجره التي تبعد أكثر من 12 مليار سنة ضوئيه باستخدام أدوات متطورة في المرصد الأوروبي الجنوبي (ESO) في تشيلي. وقد مكّنهم جهاز Gravity+ — الذي يجمع ضوء أربعة من أكبر تلسكوبات العالم في تلسكوب VLT التابع لـ ESO — من تحليل الغاز الحار المتجه نحو الثقب الأسود بدقة غير مسبوقة.

قال الأستاذ المشارك كريستيان وولف لصحيفة ANU Reporter: «رغم السطوع الشديد للمطهر، تبيّن أن كتلة الثقب الأسود في مركزه لا تتجاوز تقريبًا مليار شمس». وأضاف أن الثقب لم يكن يدور بسرعة كما كان متوقعًا، وإنما كان «يطرد» الغاز بعيدًا بفعل شدة الإشعاع المحيط به.

وقد رصد وولف وزملاؤه في الجامعة الوطنية الأسترالية هذا الثقب الأسود للمرة الأولى في عام 2024. ومن جانبه أوضح البروفيسور سيب هوينج من جامعة ساوثهامبتون أن الاكتشاف يزحزح لغزًا طويل الأمد: كيف وُجدت هذه الثقوب فائقة الكتلة مكتملة النمو في مجرات شابة جدًا بعد وقتٍ قصير من الانفجار العظيم، مع أنه لا يتوقع أن يتاح لها الوقت الكافي لتتكون بهذه الضخامة؟

تشير نتائج الدراسة، المنشورة في مجلة Astronomy & Astrophysics، إلى أن الإشعاع المكثف حول الثقب الأسود يدفع معظم الغاز بعيدًا، مما يعيق تراكم الكتلة بوتيرة سريعة كما كان يُعتقد سابقًا. وصف هوينج الظاهرة بمجاز ملموس: «تخيّلوا مجفف شعر كوني على أعلى درجة — الإشعاع الشديد يطرد كل ما يقترب منه».

يقرأ  منتجات ديسكوفري إديوكيشن مرشَّحة للنهائيات في جوائز كودي 2025

قد تدفع هذه النتائج المجتمع العلمي لإعادة تقييم طرق قياس كتل الثقوب السوداء وإعادة صياغة نماذج تطور الكون في مراحله الأولى.

أضف تعليق