العلم الفلسطيني يرفرف أمام مبنى السفارة في لندن بعد اعتراف المملكة المتحدة — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

رفع علم فلسطين أمام مقر ما بات اليوم سفارة فلسطين لدى المملكة المتحدة في لندن، في لحظة رمزية تُرافق قرار بريطانيا التاريخي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بينما تستمر آلة التدمير الإسرائيلية في غزّة وحملة القمع العسكري في الضفة الغربية المحتلة.

الخارجية الفلسطينية نظّمت صباح الاثنين مراسم رفع العلم عقب كلمة لسفير فلسطين لدى المملكة المتحدة حسام زملوط أمام المقر الذي كان يعرف سابقًا بمهمة فلسطين في لندن.

“انضموا إليّ ونحن نرفع علم فلسطين بألوانه التي تجسّد أمجاد أمتنا وأوجاعها: الأسود حزننا، والأبيض أملنا، والأخضر أرضنا، والأحمر لتضحيات شعبنا”، قال زملوط.

أوضح السفير أن اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين يهدف إلى “تصحيح أخطاء تاريخية والالتزام معًا بمستقبل يقوم على الحرية والكرامة وحقوق الإنسان الأساسية”. ودعا إلى التذكّر بأن هذا الاعتراف يأتي في زمن “ألم لا يوصف وإبادة جماعية تُشنّ علينا — إبادة لا يزال كثيرون ينكرونها ويسمحون باستمرارها من دون مساءلة”.

وأضاف: “يأتي بينما يُجوع أهلنا في غزّة ويُقصفون ويُطمرون تحت أنقاض منازلهم؛ وبينما يُطرد أهلنا في الضفة الغربية ويتعرّضون لعملية تطهير عرقي، ويُمارس ضدهم إرهاب الدولة اليومي، وسرقة الأراضي، وقمع يخنق الحياة”. وتابع أن “الإنسانية الفلسطينية لا تزال موضع تشكيك، وحياتنا تُعامل كأمرٍ قابل للرمي، وحرياتنا الأساسية لا تزال مُنكرة”.

وختم زملوط بالقول إن هذه اللحظة “تُمثّل فعلًا متحديًا للحقيقة، ورفضًا لأن تكون الإبادة الكلمة الفصل؛ رفضًا لإضفاء طابع دائم على الاحتلال؛ رفضًا للمحو والانتقاص من كياننا الإنساني”.

‘إيماءة جوفاء’

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قرار بلاده الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، بعد أكثر من مئة عام على وعد بلفور وسبع وسبعين سنة على قيام دولة إسرائيل في فلسطين الانتدابية. وقال ستارمر في بيان مرئي إن القرار “يهدف إلى إبقاء احتمال السلام وحل الدولتين حيًّا في ظل تصاعد الرعب في الشرق الأوسط”.

يقرأ  النجدة!ابن صديقي المقرّب في صفي هذا العام —مزعج إلى درجة لا تُصدّق

ووصف النائب المستقل في البرلمان البريطاني شوكات آدم رفع العلم بأنه “لحظة عظيمة”، وأضاف أنها كانت يومًا قويًا ومشحونًا بالعواطف. وأشار إلى أن التحويل من “مهمة” إلى “سفارة” ومن “رئيس مهمة” إلى “سفير” تغييرات رمزية صغيرة لا تُغيّر كثيرًا على الأرض في اللحظة الراهنة، لكنها تبقى لحظة رمزية مهمة — وإن جاءت متأخرة جدًا.

منظمات حقوقية: لا يكفي القول

قالت منظمة العفو الدولية إن قرار الحكومة البريطانية سيكون “إيماءة جوفاء” ما لم يترجم إلى إجراءات ملموسة لإنهاء ما وصفته بــ”الإبادة الجماعية” في غزّة ووقف احتلالٍ امتدّ لعقود. وحذر كريستيان بنديكت، مدير الاستجابة للأزمات في المنظمة، من أن الاعتراف مهم لكن “الكلمات وحدها لن توقف الفظائع”.

وطالبت المنظمة المملكة المتحدة بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وفرض عقوبات على مسؤولين متورطين في جرائم حرب، ووقف التجارة مع المستوطنات، والضغط لرفع الحصار عن غزّة التي تعاني المجاعة، وتفكيك سياسات الفصل العنصري الممارسة ضد الشعب الفلسطيني.

وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في يوليو أنها ستغيّر نهجها الطويل القائم على تأخير الاعتراف حتى “لحظة ذات أثر أقصى” — شريطة أن توقف إسرائيل حربها الإبادة في غزّة، وتلتزم بعملية سلام مستدامة تقود إلى حل الدولتين، وتسمح بزيادة دخول المساعدات إلى القطاع. لكن الوضع الكارثي في غزّة تفاقم خلال الأسابيع الماضية، مع استمرار الجيش الإسرائيلي في تدمير مدينة غزّة بشكل منظّم بهدف السيطرة عليها، بينما يُجوع ويُهجّر سكّان القطاع الذين يعانون من المجاعة.

كما تتواصل الاقتحامات اليومية من قبل الجنود وهجمات المستوطنين عبر مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ما يزيد من تفاقم معاناة المدنيين ويعقّد آفاق أي حل سياسي طويل الأمد.

أضف تعليق