مع اقتراب موعد انتخابات ولاية بيهار في شرق الهند المقرّرة في وقت لاحق من هذا العام، شرع سياسيون من مختلف الأطياف الحزبية في حملات دعائية داخل الولاية، لكن تسجيل فيديو يُظهر حشداً هائلاً لا يمثل مؤتمراً لمناصري زعيم الحزب المعارض راحُل غاندي كما زعمت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. الفيديو صُوّر قبل أسابيع خلال سباق عربات الثيران في ولاية ماهاراشترا الغربية.
نشر حساب على فيسبوك في 19 أغسطس 2025 مقطعاً مدته 25 ثانية مُرفَقاً بتعليق باللغة الهندية يقول (حسب الترجمة): «شاهدوا كاريزما راحل غاندي. إن كانت لدى الإعلام الجرأة فليظهروا ذلك على التلفزيون». ثم توالى تداوُل المقطع يومَي 19–20 أغسطس مع صور شاشة تُظهر ما بدا حشداً كبيراً، فغالب من اطلعوا على المنشور اعتقدوا أنه لجموع مؤيدة لغاندي—وبعض التعليقات شكرّت «جماحير» بيهار على دعمها، وكتب آخرون عبارات تمجيد مثل «تحيا راحل غاندي! إنه الزعيم الأكثر شعبية اليوم».
لكن البحث والتحقق أفرزا حقيقة مختلفة: أداة البحث العكسي عن الصورة (reverse image search) باستخدام إطارات مفتاحية من المقطع كاشفت عن فيديو مشابه نُشر على إنستاگرام في 28 يونيو 2025، يحمل تعليقاً باللغة المراثية يشير إلى ميدان Pedgaon Hind Kesari لعام 2025، مع عبارة نصية على الفيديو تشير إلى «انظر كيف يمشي الثور الأبيض ماتور (Mathur)». المقطع يعود فعلاً إلى سباق سنوي لعربات الثيران في تلك المنطقة، ويُظهر جمهوراً يجتمع لمتابعة الحدث لا لحشد سياسي.
الاسم الشائع للثور الذي ذُكر في النشر هو Mathur 1001، وهو ثور هجيني مشهور محلياً بفوزه في كثير من السباقات. كما وجدت مقاطع ومقاطع مباشرة أخرى لنفس السباق على يوتيوب وإنستاگرام نُشرت في يونيو 2025، وتطابقت مشاهدها مع المقطع المزعوم. كذلك، تطابقت صور موقع الحفل على خرائط جوجل مع اللقطات في الفيديو، ما يرسّخ أنه تسجيل لمناسبة رياضية محلية وليس لفعالية سياسية بولاية بيهار.
ظهرت المزاعم المتداولة بعد أن أطلق غاندي في 17 أغسطس 2025 حملة «حقوق الناخب» لمدة شهر في بيهار، في سياق احتجاجاته على قرار مفوضية الانتخابات في الهند الذي وصفه حزبه بأنه عملية «حرمان جماعي من حق التصويت» بسبب فترة قصيرة أُعطيت للناخبين لإثبات جنسيتهم بمستندات نادرة الحياز، وهو ما نفته مفوضية الانتخابات ووصفت اتهامات غاندي بأنها «زائفة ومضلّلة».
تداول المقطع بادّعاءات مماثلة على منصات عدة منها فيسبوك، إنستاگرام، X، ثريدز ويوتيوب، وبعض المستخدمين أشاروا إليه باعتباره دليلاً على شعبية غاندي في بيهار. لكن التتبع الرقمي والتحقق الوقائعي كشفا أن المادّة المصوّرة أقدم وتعود لسباق عربات ثيران في ولاية ماهاراشترا، وأن الربط بين المشهد وحملة غاندي في بيهار غير صحيح.
سبق لوكالة الأنباء AFP أن فككت ادعاءات زائفة أخرى تتعلّق براهل غاندي، ويُظهر هذا المثال أهمية التحقق من مصدر الفيديو وتاريخه قبل الرهان عليه كدليل سياسي.