القبارصة الأتراك ينتخبون توفان إرهورمان في انتخابات شمال قبرص

صوّت أكثر من 218,000 شخص في انتخابات قيادة جمهورية شمال قبرص التركية، التي قد تُعيد تشكيل المَنحى السياسي للجزيرة.

نُشر في 19 أكتوبر 2025

النتيجة
أعلن المجلس الأعلى للانتخابات القبرصيّ التركي فوز المرشح المعارض توفان إرهورمان في الجولة النهائية من الانتخابات الرئاسية، بعدما تغلّب بشكل واضح على الرئيس الحالي إرسين تاتار. حصل إرهورمان على 62.76% من الأصوات مقابل 35.81% لتاتار.

كلمات الفائز
قال إرهورمان بعد إعلان النتائج: «لا يوجد خاسرون في هذه الانتخابات. نحن، الشعب القبرصي التركي، فزنا معاً». وأضاف مخاطباً المخاوف حيال العلاقات مع أنقرة: «سأمارس مسؤولياتي، لا سيما في شؤون السياسة الخارجية، بالتشاور مع جمهورية تركيّا. لا داعي للقلق».

خلفية المرشحين
إرهورمان (55 عاماً)، محامٍ مولود في نيقوسيا وتخرّج من جامعة انقرة، يترأس حزب «الحزب الجمهوري التركي» (CTP) المنتمِي إلى وسط اليسار. أعلن عزمه استئناف المفاوضات مع القبارصة اليونانيين سعياً إلى إعادة توحيد الجزيرة على أساس فيدرالي. شارك سابقاً في جولات تفاوضية خلال ولاية الزعيم القبرصي التركي السابق محمد علي تالات بين 2008 و2010 وشَكَل حكومية كَمَـرْـئِيسٍ للوزراء في جمهورية شمال قبرص من فبراير 2018 إلى مايو 2019.

من جهة أخرى، كان إرسين تاتار (65 عاماً) مدعوماً من الحكومة التركية ودافع عن ما يُعرف بمقترح «دولتين» لقبرص، موقف ترفضه عادة القيادة اليونانية القبرصية بوصفه متعارضاً مع الإطار الذي تدعمه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لمَدْمَجٍ ثنائي المقاطعات والطوائف.

السياق الإقليمي والتاريخي
تحتل جمهورية شمال قبرص التركية أقل من ثُلث مساحة الجزيرة المتوسطية ولا تُعترف بها دولياً سوى جمهورية تركيا، التي تُبقي أكثر من 35,000 جندي في المنطقة كقوات حفظ سلام. انقسمت قبرص عام 1974 إثر انقلاب في الجنوب هدفه توحيد الجزيرة مع اليونان، فتدخّلت تركيا عسكرياً ثم أعلن القبارصة الأتراك استقلالهم عام 1983. انضمّت قبرص إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004، لكن الامتيازات الكاملة للعضوية تخصّ الجنوب القبرصي المعترف به دولياً؛ ومع ذلك يحمل عدد من القبارصة الأتراك جوازات سفر قبرصية معترفاً بها من قبل الاتحاد أثناء إقامتهم في الشمال.

الإجراءات الانتخابية وردود الفعل
أُغلقَت مراكز الاقتراع عند الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش يوم الأحد، وأُجريت عملية فرز الأصوات تحت إشراف المجلس الأعلى للانتخابات في مراكز منتشرة عبر الإقليم، علماً أنّ عدد الناخبين المسجلين يقرب من 218,000 ناخب.

هنّأ الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس خريستودوليدس إرهورمان على فوزه مجدّداً، مؤكّداً التزامه باستئناف المفاوضات مع القادة القبارصة الأتراك. كما هنّأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرهورمان عبر منصّات التواصل الاجتماعي، مشدّداً على أن أنقرة «ستواصل الدفاع عن حقوق ومصالح السيادة» للأقليم المنفصل.

صورة
القائد القبرصي التركي إرسين تاتار يدلي بصوته في إحدى مراكز الاقتراع خلال الانتخابات القيادية في جمهورية شمال قبرص التركية، 19 أكتوبر 2025.