تدفع القوات الروسية بقوة في شرق أوكرانيا وقد أمنت موطئ قدم في المركز الاستراتيجي بوكروفسك، حسبما أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
قال إن جنود موسكو يفوقون قوات كييف بنسبة 8 إلى 1 في المنطقة، وأن أوكرانيا لا تستطيع مجاراة هذا التفوق، مع إصراره في الوقت نفسه على أن روسيا لم “تُحَقّق النتيجة المخططة” بعد.
تحاول روسيا الاستيلاء على بوكروفسك منذ عامين. هذا المركز الحيوي للإمداد والنقل يزود الجبهة الشرقية بالمؤن والتعزيزات، وسيقرب موسكو من احتلال كامل إقليم دونيتسك.
كما يعني ذلك أن بلدات الحزام المحصّن — كراماتورسك، سلوفيانسك، كوستيانتينيفكا ودرورجكيفكا — ستصبح في متناول أبسط بالنسبة للقوات الروسية.
أوضح زيلينسكي أن لقطات جوية لطائرات مسيرة أظهرت وجود نحو 200 جندي روسي داخل بوكروفسك.
ووصف الوضع بأنه “صعب”، مشيراً إلى اشتداد القتال ودخول “مجموعات تخريبية” إلى المدينة.
مع ذلك رفض مزاعم رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري جيراسيموف بأن القوات الأوكرانية قد حوصرت بالكامل.
من جانبها أفادت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء بأن قواتها حاصرت عناصر أوكرانية حول المحطة الرئيسية للسكك الحديدية وطهّرت حي تروياندا من القوات الأوكرانية.
من جهته نفى أرتم بريبلنوف، جندي في اللواء 155 الأوكراني، فكرة إحاطة القوات الأوكرانية بـ”قِدر” في بوكروفسك.
وقال “لكن الحرب تغيّرت وأصبحت تكنولوجية جداً”. في الهجمات السابقة كان هناك ممر يمكن للقوات الخروج والدخول منه، أما الآن فطائرات مسيرة تتحكم بنقاط الوصول، مما يجعل الحركة “خطيرة جداً”.
وتساءل: “ربما لهذا السبب تدّعي روسيا أنها حاصرت بوكروفسك حتى لو لم تكن هناك إحاطة مادية للمدينة؟”
وبحسب الكابتن غريغوري شابوفال، المتحدث باسم المجموعة العملياتية الشرقية، فقد تم صد 79 هجوماً قرب بوكروفسك منذ يوم الإثنين — أي ما يقرب من ثلث الإجمالي البالغ 218 هجوماً المسجّل عبر كامل خط الجبهة.
أضاف أن القوات الروسية ركّزت عدداً كبيراً من الجنود والمعدات قرب بوكروفسك وتستخدم مركبات مدرعة لتغطية مشاةها. “لذلك من الصعب إيقافهم”، قال.
وذكر أن قوات كييف عادة ما توظّف الطائرات المسيرة لمواجهة تقدم الروس، لكن الضباب والأمطار صعّبتا من كشف وتدمير مشاة الخصم.
يبين الوضع في بوكروفسك ومحيطها التكلفة الباهظة لتحريك خط الجبهة حتى لبضعة أمتار فقط.
الأسبوع الماضي أفادت وسائل إعلام أوكرانية بأن القوات الروسية تخوض معارك شوارع وتستهدف مواقع أوكرانية، بما في ذلك مشغلي الطائرات المسيرة.
بعيداً عن المدن، تتيح تكنولوجيا الطائرات المسيرة للطرفين قصف نقاط عميقة على جانبي خط الجبهة.
الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022 يقترب الآن من عامه الخامس. تحتل قوات موسكو حالياً نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
تتضاءل قدرات الدفاع الأوكرانية، وقال زيلينسكي إن بلاده بحاجة إلى دعم مالي من حلفائها الأوروبيين للاستمرار في قتال القوات الروسية لعامين او ثلاثة أعوام إضافية.
حتى الآن فشل قادة أوروبا في تحويل أصول روسية مجمَّدة بقيمة 140 مليار يورو لصالح أوكرانيا — خطوة تتطلب ترتيبات قانونية معقّدة والتي أعاقتها بلجيكا خلال قمة للاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي. من المقرر إعادة طرح المقترح في ديسمبر.
أوضح زيلينسكي أنه أخبر نظراءه الأوروبيين بأنه بينما “لن تقاتل أوكرانيا لعقود… عليكم أن تُظهروا أنه بإمكانكم لبعض الوقت توفير دعم مالي مستقر لأوكرانيا”.
وقال أيضاً إنه يأمل أن تُفضي قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم الصين شي جين بينغ إلى قرار من بكين بتقليص دعمها لروسيا.
الأسبوع الماضي فرض ترامب عقوبات على شركتي النفط الروسية لوك أويل وروسنفت، وحث تركيا والصين على وقف شراء النفط الروسي في محاولة لممارسة ضغط اقتصادي على الكرملين.
“أعتقد أن هذه قد تكون واحدة من خطوات ترامب القوية، خصوصاً إذا كانت الصين، عقب هذه الخطوة العقابية الحاسمة، مستعدة لتقليل وارداتها” من روسيا، قال زيلينسكي للصحفيين في وقت سابق هذا الأسبوع.