اشتعلت النيران في سفينة قبالة سواحل اليمن في خليج عدن بعد إصابتها بقذيفة، وفق ما أفادت به القوات البريطانية، فيما أشارت تقارير إلى أن الطاقم كان يستعد لمغادرة السفينة.
يأتي الحادث في وقت يواصل فيه حوثيين اليمن حملتهم العسكرية ضد السفن عبر ممر البحر الأحمر، معلنين تضامنهم مع الفلسطينيين الذين تتعرض مناطقهم للقصف في الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة.
لم تعلن الجماعة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم، علماً أن مثل هذه الإعلانات قد تتأخر لساعات أو حتى لأيام.
أصدر مركز عمليات التجارة البحرية التابع للقوات البريطانية تنبيهًا أفاد أن الحادث وقع على بعد نحو 210 كيلومترات (130 ميلاً) شرق عدن.
وقال المركز: «أصيبت سفينة بمقذوف غير معلوم، ما أدى إلى حدوث حريق. السلطات تحقق في الحادث».
ووصفت شركة الأمن البحري أمبري السفينة بأنها ناقلة ترفع علم الكاميرون وأرسلت نداء استغاثة حين كانت تمر على بعد نحو 60 ميلاً بحرياً جنوب الأبيض ــ الأحور اليمنية ــ في طريقها من صُحار في سلطنة عُمان إلى جيبوتي.
وأشارت الشركة إلى أن حركة الاتصالات اللاسلكية دلّت على استعداد الطاقم لترك السفينة، وأن جهود بحث وإنقاذ جارية.
وأضافت أمبري أن الناقلة لا تُعد ضمن ملف الأهداف الذي تستهدفه جماعة الحوثيين.
ومنذ عام 2023 شُنّت هجمات عديدة على سفن في البحر الأحمر، استهدفت في غالبيتها سفناً تعتبرها الجماعة مرتبطة باسرائيل أو بداعميها.
تسببت هذه الهجمات في تعطيل خطوط التجارة عبر البحر الأحمر وقناة السويس، أحد أكثر المسارات الملاحية ازدحاماً في العالم.
لكن لم تُعلَن أي مطالبات من الجماعة بتنفيذ هجمات منذ بدء الهدنة في غزة في 10 أكتوبر.
وكان هجومهم الأخير قد استهدف سفينة شحن ترفع العلم الهولندي تسمى Minervagracht في 29 سبتمبر، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم وإصابة آخر. وأسفرت حملة الحوثيين ضد الملاحة عن مقتل تسعة بحارة على الأقل وغرق أربع سفن.
ومنذ أشهر شنت اسرائيل ضربات متكررة على مواقع تقول إنها تابعة للحوثيين في اليمن، مما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين اليمنيين. وأطلقت الجماعة صواريخ باتجاه اسرائيل اعترضت معظمها، لكن بعض الصواريخ اخترقت أنظمة الدفاع الجوي الأميركية الصنع التي تفاخر بها اسرائيل، مسببة إصابات واضطرابات في بعض المطارات.
يوم الخميس، أعلنت اسرائيل مسؤوليتها عن قتل رئيس الأركان العسكري الحوثي محمد عبد الكريم الغماري.
ومن جهتها قالت الجماعة في بيان إن الصراع مع اسرائيل لم ينتهِ، وإن اسرائيل «ستنال جزاءها الرادع على الجرائم التي ارتكبتها».
وفي أغسطس، أكدت اسرائيل أنها استهدفت قيادات بارزة من الجماعة، من بينهم الغماري، في ضربات جوية استهدفت العاصمة صنعاء، وأسفرت تلك الضربات عن مقتل رئيس الوزراء في الحكومة التي تديرها الجماعة وعدد من الوزراء الآخرين.