الليلة التي زلزلت عاصمة الهند

فيكس باندي وأنتركشا باثانيا — بي بي سي، دلهى

كان مساء يوم الإثنين، كعادته مزدحماً، قرب محطة مترو قلعة الحمراء في العاصمة الهندية عندما قطعت دويّ انفجارٍ عالٍ صخب المكان.

انفجار في سيارة أودى بحياة ما لا يقلّ عن ثمانية أشخاص وأصاب أكثر من عشرين. كانت طاقة الانفجار هائلة إلى حد أن عدداً من المركبات القريبة تكاد تكون ذابت، وكان الناس يسمعون الصوت من على بعد كيلومترات.

لا تزال السلطات تحقق في أسباب الحادث، لكن حدوثه في واحدة من أكثر مناطق دلهي أماناً وازدحاماً أثار صدمة كبيرة بين السكان.

إلى جانب الطريق يقع تشاندني تشوك ـ مركز تجاري وحِرَفٍ يزدحم أكثر في هذه الفترة بسبب موسم الأعراس ـ وإلى الجانب الآخر تحفة القرن السابع عشر قلعة الحمراء التي تجتذب آلاف السياح يومياً. الطريق المحصور بينهما هو نفسه المكان الذي وقع فيه الانفجار، وما لبثت الفوضى والذعر أن انتشرت من موقع الحادث إلى بقية أحياء المدينة خلال دقائق.

قد يجد بعض القراء ما يلي مروّعاً.

محمد حفيظ، الذي يسكن على بعد أقل من 200 متر من نقطة الانفجار، قال إن منزله اهتزّ وخرج هو وجيرانه مسرعين معتقدين أنه زلزال. ما رأى في الشارع أرعبه: ركض الناس في كل الاتجاهات، والسيارات تشتعل فيها النيران، وجثث مرمية على الطريق، وبعض السكان يحاولون إسعاف المصابين.

«كان هناك دماء في كل مكان. الناس صُعِقوا. المشهد كان مروّعاً جداً—رأيت أجزاءً من أجساد»، قال.

مع تناقل وسائل الإعلام المحلية الخبر اجتاح الخوف والذعر المدينة. الشرطة أعلنت حالة تأهّب قصوى، وتبعتها ولايات مجاورة بسرعة.

عند دخولنا دلهي قادمين من الضاحية المجاورة نويدا، لاحظنا طابوراً طويلاً من السيارات عند المعبر الحدودي فيما يفتّش رجال الشرطة المركبات واحداً تلو الآخر. بدا الجميع متوتّرين وكأنهم لا يصدقون أن شيئاً كهذا حدث في مدينتهم للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.

يقرأ  اكتشاف أحفورييعيد كتابة قصة تطور قنفذ النمل وخُلد الماء

ما بعد المعبر، كانت معظم الطرق خالية بينما اتجهنا إلى مستشفى لوك نايك حيث نُقل المصابون. أمام المستشفى تجمع حشد كبير خلف حواجز الشرطة، وغلب الارتباك على الأجواء—الناس يبحثون عن إجابات، والصحفيون يُدلون بتكهناتهم حول أسباب الانفجار.

المتفرجون بدا عليهم الحيرة والخوف. راجيش كومار، الذي يعمل في متجر شاي قريب من المستشفى، قال إنه كان يعتقد دائماً أن العاصمة هي أكثر المدن أمناً في البلاد. أضاف أنه رغم صدمته فإنه يثق أن الأجهزة الأمنية ستكتشف سريعاً سبب الانفجار.

«عائلتي في أوتار براديش طلبت مني المغادرة، هم يهلعون بسهولة. أنا قلق ومصدوم قليلاً لكن لا أظن أن دلهي أصبحت غير آمنة فجأة».

بين الحاضرين كان هناك من يبحثون عن أفراد أسرهم المفقودين. من بين هؤلاء محمد أزغار، الذي كان أخوه في المنطقة وقت الانفجار: «أخي مفقود منذ التفجير. لم نتواصل معه»، قال. «فتشنا حول قلعة الحمراء وتشاندني تشوك وفي كل مكان لكن لا نجد أثراً له». أضاف أن أخاه كان يقود عربة ركشة كهربائية، وأن الشرطة صادرت المركبة «وهذا لا نمانع فيه، لكن ساعدونا على الأقل في العثور على أخي». «أريد خبراً واحداً — جيداً كان أم سيئاً».

بعد زيارة المستشفى توجّهنا إلى موقع الانفجار؛ كان مشهداً صادماً رؤية الطرق خالية في منطقة عادةً ما تنبض بالحياة حتى وقت متأخر من الليل. لم يكن هناك سوى عناصر أمن وصحفيون، وقد سمح المسؤولون بتخفيف القيود لتمكين الصحافة من الاقتراب أكثر.

المشهد هناك يروي قصة التفجير: بقايا مشوّهة لسيارات وركشات وتوك-توك، وبقع دماء ما تزال ظاهرة على الطريق، وبعض المركبات احترقت حتى تشوّهت هياكلها. تجمع بعض السكان المحليين مكان الحادث، بدا عليهم الارتعاب والقلق على مستقبلهم القريب.

يقرأ  أستراليا تنفي أن إيران قامت بأي إجراء نتيجة «تدخل» نتنياهو

رام سينغ، الذي يقود مركبة صغيرة لنقل البضائع من المخازن إلى المتاجر، عبّر عن قلقه من تأثير الحادث على رزقه: «أعمل يومياً وأخشى كيف سأطعم عائلتي. أتمنى أن يعود الإحساس بالأمان سريعاً. آمل أن تستعيد الشرطة ثقة الناس في وقت وجيز». وأضاف: «آمل ألا يحدث هذا في مدينتنا أبداً. نحن هُزُمنا لكن يجب أن نتجاوز الأمر».

الشرطه تواصل عملها في الموقع والبحث جارٍ عن مزيد من المعلومات والشهود.

أضف تعليق