المتشددون في الهند يضفون على احتجاجات نيبال طابعًا دينيًا بلا أساس

أطاح محتجون في نيبال برئيس الوزراء وأشعلوا النار في البرلمان احتجاجاً على حظر الحكومة لمواقع التواصل الاجتماعي وتهم بالفساد، لكن في الهند المجاورة تُشوَّه الأحداث على الإنترنت لتبدو ثورة دينية بالكامل.

في حين يدّعي بعضهم أن التظاهرات تطالب بـ«دولة هندوسية»، يقول آخرون العكس — إنها هجوم على الدين.

أثار هذا السرد اتهامات من محطات تلفزيونية وشيّع سياسية هندية بأن مشغّلين أقدموا على تدمير معبد باشوباتينات، الموقع الهندوسي المقدّس في جبال الهملايا. بثّت قناة يمينية مقاطع تُظهر أشخاصاً يتسلقون بوابة المعبد ويرجّونها بعنف، ومعها تقرير زعم أن هؤلاء «المشاغبون» حاولوا تخريبه، وأنه بعد ذلك نُشرت القوات.

إلا أن فرق التحقق أفادت بأن اللقطات تعود لطقس ديني قديم يُعرف باسم Naxal Bhagwati Jatra، وأنها صُوّرت قبل أسابيع من اندلاع العنف. وأعاد الراهب المعروف KN Swami نشر مقاطع على وسائل التواصل ليفنّد الادعاءات؛ وقال اكد لوكالة الأنباء أنه داخل المعبد وأن الوضع هادئ.

انطلقت المظاهرات في العاصمة كاتماندو يوم الإثنين، بدفع من شباب غاضبين أطلقوا على أنفسهم حركة «جيل زد». تحوّلت الاحتجاجات سريعاً إلى موجة غضب على مستوى البلاد، واندلعت الحرائق في مبانٍ حكومية بعد قمع أدى إلى سقوط قتلى؛ واستقال كي بي شارما أولي من رئاسة الوزراء بعد أن أحرقت منزله على يد متظاهرين.

“مُحرّضة ومموّلة”

دوّنت مئات المنشورات على وسائل التواصل ادعاءات بلا دليل تفيد بأن الاحتجاجات «أُحرّضت ومُوّلت» من قِبل «قوى مناهضة للهندوسية وإسلاميون» بغرض استهداف المواقع الدينية. نيبال، التي أصبحت جمهورية علمانية منذ 2008، شهدت متكرّرة دعوات من جماعات تطالب بالعودة إلى دولة هندوسية.

عادت لأسطح الإنترنت لقطات قديمة للتجمّعات عُرضت بشكل مضلّل على أنها من الاحتجاجات الجارية. كما تمّ تداول مقاطع قديمة تُظهر مطالبة المتظاهرين بملكية هندوسية على أنها دليل أن حركة «جيل زد» الحالية تتركّز على الدين أكثر من الفساد. وانتشر أيضاً صورة مُزيفة تزعم أن المتظاهرين يريدون صعود الراهب الهندوسي المتشدّد يوغي أديتيانات إلى رئاسة وزراء نيبال.

يقرأ  كارلوس ألكاراز يتوّج بلقب بطولة سينسيناتي بعد انسحاب يانيك سينر من النهائي

قارن كثيرون الاضطرابات في نيبال باحتجاجات في بنغلاديش، البلد ذي الغالبية المسلمة، حيث أطاح طلاب بثلاثة عقود من حكم شيخ حسينة العام الماضي، فيما انتشرت على منصات هندية هاشتاغات تُناصر «الأمة الهندوسية» — شعار متداول لحزب بهاراتيا جاناتا — ودعت المنشورات البلاد إلى «الاستعداد لانتفاضات شبابية مماثلة».

وقال براشانت داس، باحث رفيع في جامعة جنوب آسيا، إن الرغبة في نشر الأخبار بسرعة أعلى في الهند أدّت إلى انتشار معلومات مضلّلة من جانبهم، مضيفاً: «ما ينتشر الآن هو التكهنات والشائعات، وهي استجابات طبيعية من الناس في مثل هذه الظروف».

أضف تعليق