حذّر مسؤولون من أن الضربة الأوكرانية على محطة ضخ النفط في أونيشا قد تؤدي إلى توقف الإمدادات لمدة لا تقل عن خمسة أيام.
أعربت المجر وسلوفاكيا عن قلقهما إزاء احتمال نشوب نقص في الوقود بعد استهداف أوكراني لخط الأنابيب الروسي «دروجبا»، مشيرتين إلى أن عمليات التسليم قد تُعلّق لعدة أيام.
في يوم الجمعة، حذّر مسؤولون في البلدين من أن الهجوم على محطة ضخ النفط في أونيشا، وهي عقدة رئيسية في غرب روسيا، يعرض الإمدادات للتوقف لما لا يقل عن خمسة أيام. ويُعدّ أنبوب الحقبة السوفيتية، الذي يمر عبر بيلاروسيا وأوكرانيا، مسارًا حيويًا لنفط روسيا المتجه إلى وسط أوروبا.
كتب وزيرا الخارجية المجري بيتر سيارتو والسلوفاكي يوراي بلانار رسالة مشتركة إلى مفوضية الاتحاد الأوروبي طالبا فيها بروكسل بالتدخّل وضمان تدفّقات طاقية آمنة. وجاء في الرسالة: «الواقع المادي والجغرافي يبيّن أن من دون هذا الخط فإن الإمداد الآمن لبلداننا غير ممكن ببساطة».
حوّل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الحادث إلى قضية سياسية، ونشر رسالة كان قد أرسلها إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وذكَر أوربان أن أوكرانيا هاجمت دروجبا قبل أيام من لقاء ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في 15 أغسطس، واصفًا الخطوة بأنها «تصعيد مؤسف للغاية».
نشرت نسخة من الرسالة على فيسبوك ويبدو أنها شملت ردًا بخط اليد من ترامب جاء فيه: «فيكتور، لا أحب سماع هذا، أنا غاضب جدًا حيال ذلك.» ولم يصدر البيت الأبيض تعليقًا حتى الآن.
«امن الطاقة»
أكد الجيش الأوكراني في وقت متأخر من يوم الخميس أنه نفّذ ضربة استهدفت منشأة أونيشا، واصفًا إياها بأنها عقدة حيوية في منظومة التصدير الروسية. ونشر قائد قوات الأنظمة غير المأهولة الأوكرانية، روبرت بروفدي، مقطعًا على تيليغرام يظهر حريقًا كبيرًا في مستودع للنفط، على أن موقع الحادث لم يُتحقق منه بشكل مستقل.
كانت هذه هي الضربة الثانية هذا الأسبوع التي تعطل إمدادات النفط إلى المجر وسلوفاكيا، بعد توقفات سابقة يومي الإثنين والثلاثاء. وقال مسؤولون روس إن حريق أونيشا تمت السيطرة عليه، لكنهم أقرّوا بأن التدفقات قد تُعرقل لعدة أيام.
الاتحاد الأوروبي، الذي خفّف اعتماده على الطاقة الروسية بعد غزو 2022، تعهّد بالإنهاء التدريجي لاعتماد الغاز والنفط الروسي بالكامل بحلول 2027. ومع ذلك، قاومت المجر وسلوفاكيا هذه الخطوات، محافظة على علاقات وثيقة مع الرئيس بوتين ومعطّلة لبعض حزم العقوبات التي تعتبرها كييف ضرورية للضغط على موسكو.
أفادت ألمانيا وكازاخستان، اللتان تعتمدان أيضًا على خط دروجبا، أن إمداداتهما لم تتأثر. وأكدت برلين أن شحنات الوقود إلى مصفاة PCK شفيدت، التي تزود العاصمة، آمنة، في حين قالت كازاخستان إن تدفق نفطها لم يتعرّض للانقطاع.
رغم الاستثمارات الأوروبية في بنية تحتية بكرواتيا لتأمين بدائل، تؤكد المجر وسلوفاكيا أن الطاقة الروسية لا تزال لا غنى عنها لديهما. وكتب سيارتو على فيسبوك: «هذه هجمة جديدة على أمن طاقتنا».