محكمة الجنايات الدولية تقضي بالسجن 20 عاماً على قائد سابق لميليشيا «جنجويد»
نُشر في 9 ديسمبر 2025
المحكمة الجنائية الدولية أصدرت حكماً بسجن علي محمد علي عبد الرحمن (المعروف باسم علي كوشيب)، البالغ من العمر 76 عاماً، عشرين عاماً بسبب ارتكابه فظائع في إقليم دارفور خلال عامي 2003 و2004. جاء هذا الحكم يوم الثلاثاء بعد أن أدانته المحكمة في أكتوبر بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية — وهي أول إدانة تصدرها المحكمة فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة في دارفور.
التهم والإدانة
المحكمة دانت المدان في 31 بنداً تضمنت هجمات ضد المدنيين، والقتل، والتعذيب، والاغتصاب، والنهب، وتدمير الممتلكات، والاضطهاد، والترحيل القسري للسكان بين 2003 و2004. القاضية جوانا كورنر قالت إن عبد الرحمن «ارتكب شخصياً» اعتداءات بالضرب، من بينها ضربات بفأس، وأصدر أوامر بارتكاب عمليات قتل. ونقل عن ضحايا قولهم إنه قاد «حملة إبادة وإذلال وتشريد».
رد المدعى عليه والمرافعات
خلال المحاكمة نفى عبد الرحمن باستمرار أنه كان مسؤولاً رفيعاً ضمن ميليشيا الجنجويد، وكرر منذ أولى جلسات محاكمته في أبريل 2022 أنه «ليس علي كوشيب» وأن المحكمة أخطأت في تحديد هويته — حجج رفضها القضاة. النيابة طالبت بعقوبة السجن المؤبد، مشددة على أن عبد الرحمن قتل شخصين بفأس، فيما طالب دفاعه بحكم مخفف مدته سبع سنوات. كما أشار القضاة إلى أن الفترة التي قضاها المتهم رهن الاحتجاز منذ تاريخ تسليم نفسه في 9 يونيو 2020 وحتى صدور الحكم ستُخصم من العقبه.
خلفية النزاع والتداعيات الراهنة
اندلع القتال في دارفور في العقد الأول من الألفية الناشئة عندما حملت قبائل غير عربية السلاح احتجاجاً على تمييز منهجي من السلطة، ورد الخرطوم بإطلاق ميليشيات الجنجويد، التي تطورت إلى تشكيلات مسلحة تُعرف اليوم بقوات الدعم السريع. تقدر الأمم المتحدة مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد 2.5 مليون آخرين خلال تلك المرحلة من الصراع.
هرب عبد الرحمن إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في فبراير 2020، وبعد إعلان حكومة سودانية جديدة نيتها التعاون مع تحقيقات المحكمة، سلّم نفسه في يونيو من ذلك العام قائلاً إنه كان «يائسا» ويخشى أن يُقتل.
منذ اندلاع الحرب الأهلية بين الجيش السوداني المرتبط بالحكومة وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، عادت دارفور لتشهد موجة جديدة من الفظائع؛ الملايين نزحوا، والخطر المجاعة يلوح، وتتهم الأطراف — خاصة قوات الدعم السريع — بارتكاب انتهاكات واسعة. القوات المسلحة غير النظامية سيطرت على دارفور بالكامل في نوفمبر، وتسعى الآن للتمدد شرقاً نحو مناطق وسط السودان.