المدعون يطالبون بالسجن المؤبد بينما تستعد المحكمة الجنائية الدولية لنطق الحكم على متهم سوداني بـ«القتل بالفأس» | أخبار حرب السودان

محكوم بجرائم دارفور يدّعي أنه ضحية التباس في الهوية

نُشر في 18 نوفمبر 2025

طالب ممثلو الادعاء بعقوبة السجن المؤبد لزعيم ميليشيا سودانية أدانتْه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد قبل أكثر من عقدين. وافتتحت المحكمة جلسة النطق بالعقوبة بحق علي محمد علي عبد الرحمن (المعروف أيضاً باسم علي كوشيب) يوم الثلاثاء.

صفعة الادعاء
في الجلسة التي سبقت التقييم القضائي، طالب المدّعي جوليان نيكولز بفرض أقصى عقوبة على “الفاعل المتحمّس النشيط والفعّال” في الانتهاكات التي وقعت بغرب دارفور. وذكر الادعاء أن من بين الجرائم المنسوبة إلى عبد الرحمن قيامه بقتل شخصين مستخدماً فأساً، فصفه نيكولز أمام القضاة قائلاً: «أمامكم حرفياً قاتل بالفاس». وأضاف: «لا عقوبة سوى السجن المؤبد يمكن أن تفي بمقتضيات القصاص وردع مثله».

الدفـاع
محامو دفاع عبد الرحمن، الذين يطالبون بحكمٍ لا يتجاوز سبع سنوات سجناً، قدموا مرافعاتهم خلال جلسات الثلاثاء والأربعاء سعياً لخفض العقوبة. وكان قضاة المحكمة قد سبق أن دانوا المتهم الشهر الماضي بـ27 تهمة تتضمن جرائم قتل جماعي واغتصاب، على خلفية قيادته قوات الجنجويد المدعومة حكومياً في حملة القتل والتدمير التي شهدتها دارفور بين 2003 و2004 — وهي الإدانة الأولى للمحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بجرائم دارفور.

نفي وتتبّع مسار الهروب
رفض عبد الرحمن طوال محاكمته أن يكون مسؤولاً رفيعاً في ميليشيا الجنجويد، وقال منذ بدء المحاكمة في أبريل 2022 إنه «ليس علي كوشيب» وإن المحكمة أخطأت في تحديد هويته؛ حُجّة لم يقبلها القضاة. وفرّ إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في فبراير 2020 بعد إعلان حكومة انتقالية جديدة في الخرطوم نيتها التعاون مع تحقيقات المحكمة، ثم سلم نفسه لاحقاً قائلاً إنه كان يخشى على حياته.

يقرأ  رينيير دي ريدر يخسر أمام بريندان ألين في ليلة قتال يو إف سي بكندا — أخبار الفنون القتالية المختلطة

خلفية النزاع
اندلع القتال في دارفور عندما حملت قبائل غير عربية السلاح احتجاجاً على التمييز النظامي، وردت الخرطوم بسياسات قمعية شملت اطلاق الجنجويد، وهي قوة شبه عسكرية جرى تجنيدها أساساً من قبائل الرعاة البدوية في المنطقة. وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف شخص لقوا حتفهم وتشرد 2.5 مليون آخرون خلال صراعات دارفور في العقد الأول من الألفية.

مشاهد من الصراع الراهن
لقطة مأخوذة من فيديو منشور على حساب ميليشيا قوات الدعم السريع على تيليغرام بتاريخ 26 أكتوبر 2025 تُظهر مقاتلي القوات وهم يحملون أسلحة ويحتفلون في شوارع الفاشر. وترى نيابة المحكمة الجنائية الدولية أنها قد تصدر مزيداً من مذكرات القبض على خلفية الأزمة الراهنة في السودان.

أرقام وخسائر إنسانية
أسفرت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني المرتبط بالحكم وقوات الدعم السريع، التي تعود جذورها إلى ميليشيات الجنجويد، عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين. وتصف الاتحاد الأفريقي الأزمة بأنها «أسوأ أزمة إنسانية في العالم». وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى مقتل ما لا يقل عن 40 ألف شخص وتشريد 12 مليون آخرين.

أضف تعليق