المراحل الأربع للكفاءة دليل احترافي لمتخصّصي التعليم الإلكتروني

لماذا معرفة مراحل الكفاءة الأربع ضرورية لتصميم تعلم فعّال؟

في السنوات الأخيرة تغيّر مشهد التعليم الإلكتروني بظهور أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تزيد من أتمتة رحلة المتعلّم: من اقتراح المواضيع والتقويمات إلى دعم المتعلّم عبر روبوتات المحادثة. ومع ذلك، لا يجوز لمصمّمي المحتوى وخبراء التعلم أن ينسوا الأساسيات المتعلقة بكيفية اكتساب المعرفة فعلاً. نموذج “مراحل الكفاءة الأربع” الذي صيغ في السبعينيات يشرح المراحل التي يمرّ بها الفرد من الجهل إلى الإتقان. وفهم هذا المسار يساعد المتخصّصين في تصميم تجارب تعلمية تدعم تحقيق أهداف المتعلمين بفعالية. فيما يلي استكشاف للمراحل ودور التعليم الإلكتروني في كل مرحلة.

المرحلة الأولى: عدم الكفاءة اللاواعية
في هذه المرحلة لا يدرك المتعلّم نطاق ما يجهله؛ هو غالباً في بداية رحلة التعلم ويقلّل ذهنياً من تعقيد المهمة أو يفتقر للدافع لاستكشافها. مثالياً، لو أردت إدخال برنامج جديد للموظفين — مثل نظام إدارة علاقات العملاء (CRM) أو نظام إدارة التعلم (LMS) أو أداة لإدارة المشاريع — فسوف يكون لدى البعض ثقة مفرطة تقلّل من إدراك التعقيد، بينما يشعر آخرون بالقلق لعدم رغبتهم بتعلم تقنيات جديدة.

كيف يساعد التعلم الإلكتروني؟
– بناء الوعي: عرض فوائد الإتقان وتكاليف تجاهل التعلم عبر مقاطع فيديو قصيرة أو إنفوجرافيك لتوضيح العواقب العملية.
– تحديد نقطة البداية: اختبارات تشخيصية واستطلاعات ذاتية قصيرة لتقدير مستوى المتعلّم وتوجيه مسار تعلم يتلاءم مع قدراته وأهدافه.
– إيقاظ الفضول: محاكاة سيناريوهات وسرد قصصي وتمارين تمثيلية تُظهر فائدة التدريب في مواقف عملية وتجعل الحاجة إلى التعلم أكثر وضوحاً.

المرحلة الثانية: عدم الكفاءة الواعية
هنا يدرك المتعلّم فجوات معرفته ويُدرك مقدار ما عليه تعلمه، ما قد يولّد إحباطاً لكنه أساسي لتحفيز الجهد. بالمثال نفسه، يصبح الموظّفون أكثر دراية بميزات الأداة لكنهم قد يشعرون بالإرهاق أمام كثرة الوظائف التي يجب إتقانها.

يقرأ  بطل الجولوف النيجيري — طاهٍ حطم الأرقام القياسية

كيف يساعد التعلم الإلكتروني؟
– التوجيه والتدريب الشخصي: جلسات توجيهية، محاكيات مهارية، ودروس موجهة مع دعم فردي لمرافقة المتعلّم خلال التحديات.
– التعلم المصغّر: تقسيم المحتوى إلى وحدات قصيرة مناسبة لجداول العمل المزدحمة.
– تحفيز التأمل: أدوات لتتبع التقدّم ونقاط تأمل مختصرة تشجّع المتعلّم على مراجعة تجربته وتثبيت الدروس.

المرحلة الثالثة: الكفاءة الواعية
في هذه الحالة يكون المتعلّم قادراً على تطبيق المهارة لكنه لا يزال بحاجة إلى وعي وتركيز أثناء التنفيذ؛ الأخطاء تقلّ ولكنها لا تختفي تماماً. مثلاً، أصبح الفريق قادراً على استخدام وظائف النظام لإستخراج بيانات أو تقارير، لكنه قد يحتاج للرجوع إلى خطوات أو مراجع عند كل إجراء.

كيف يساعد التعلم الإلكتروني؟
– الممارسة المتكررة: أنشطة تفاعلية، سيناريوهات متفرعة، ومشاريع تعاونية لزيادة التكرار وتثبيت الأداء.
– دورات تغذية راجعة مستمرة: تقييمات آلية واجتماعات فردية متكررة لتقديم ملاحظات بنّاءة وتحفيز الاستدامة.
– دعم الأداء في السياق: أدلة مساندة مضمّنة في سير العمل وأدوات مساعدة تُستخدم عند الحاجة خارج بيئة التدريب.

المرحلة الرابعة: الكفاءة اللاواعية
تصل المهارة إلى مستوى تصبح فيه تلقائية، ويستطيع المتعلّم التنفيذ دون التفكير الواعي في كل خطوة. التحدّي هنا المحافظة على الأساسيات وتمكين الناقلين للمعرفة من نقلها للآخرين. قد يطال ذلك مثالنا بحيث ينعكس تحسّن كبير في أداء الفريق اليومي، لكنهم أحيانا يجدون صعوبة في تدريب القادمين الجدد بنفس الكفاءة.

كيف يساعد التعلم الإلكتروني؟
– الاعتراف بالإنجاز: شهادات، شارات، وتقدير علني يُحفّز الاستمرار في التعلم.
– التعلم المستمر: فتح مسارات تخصصية أو تطبيقات جديدة تعمّق الإتقان.
– توثيق المعرفة: إنشاء قواعد معرفة موثّقة يسهل الرجوع إليها.
– نقل المعرفة: تشجيع المشاريع العابرة للوظائف وإتاحة الموارد لتعميم الخبرات داخل المؤسّسة.

يقرأ  كندا تقيّم علاقاتها مع إسرائيل إثر الهجوم في قطر— وزير الخارجية

الخلاصة
تبنّي نموذج مراحل الكفاءة الأربع يذكّر محترفي التعلم الإلكتروني بأهمية تصميم رحلة تعلمية متدرجة ومدعومة: من خلق الوعي إلى التمكين ثم التحول إلى ثقافة مؤسسية مشاركة للمعرفة. بالعمل وفق هذه المراحل، يستطيع مصممو التعلم والمدرّبون خلق تجارب أكثر ضبطاً وفعالية لتمكين المتعلمين من بلوغ أهدافهم بكفاءة مستدامة.

(ملاحظة: تم توثيق أمثلة مثل CRM وLMS لتوضيح التطبيق العملي داخل بيئة العمل، مع مراعاة اختلاف احتياجات المتعلمين وسياقات المؤسسات.)

أضف تعليق