حشود غفيرة في ملعب جومو كينياتا بكيسومو تودّع رايلا أودينغا
تجمّع عشرات الآلاف من المشيعين في مدينة كيسومو الكينية أمام ملعب جومو كينياتا لإحياء مراسيم التوديع ووضع جثمان رئيس الوزراء الراحل رايلا أودينغا للتأبين، بعد أن أُقيم له قبل ذلك جنازٌة رسمية في نيروبي يوم الجمعة، وذلك بعد وفاته قبل يومين في مستشفى بالهند.
تحت وطأة تأهب أمني مشدّد، تزامن التجمّع مع تواتر أنباء عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل في فعاليات حداد سابقة أقيمت خلال الأيام الماضية. أحد المشيعين، ديكسون أوتشينغ، قال للبِـي بي سي إنه جاء لـ«مناحة أيقونة أفريقيا»، فيما علا صراخ آخرين بـ«نحن أيتام» تعبيراً عن الحزن العميق.
بدأ الناس من مختلف الأعمار بالوصول إلى الملعب قبل الفجر، ارتدوا اللون البرتقالي—لون حزب الحركة الديمقراطية البرتقالية— وهتفوا ولوّحوا بأفرع الشجر، وهي علامة تقليدية للحداد لدى إقليم اللوو الذي ينتمي إليه أودينغا.
لطالما كان أودينغا الزعيم الرئيسي للمعارضة في كينيا لسنوات طويلة، وخاض خمس حملات رئاسية خسرها، متهماً مراراً بتزوير النتائج والتلاعب بالأصوات. وبعد الانتخابات العنيفة والمثيرة للجدل عام 2007، تولّى منصب رئيس الوزراء ضمن حكومة وحدة وطنية. يُنظر إليه اليوم كأحد الآباء المؤسسين لديمقراطية التعددية الحزبية في كينيا، وله قاعدة مؤيدة واسعة في غرب البلاد.
يقول موالون إن إرثه السياسي شخصيّ: يعقوب أوموندي ذكر أنه سيبقى في الذاكرة «من أعطانا الديمقراطية ومن منحنا الحرية—الآن يمكننا التحدّث وانتقاد ما نراه ضاراً»، فيما عبّر ديفيد أومّا عن تعلّمه من رايلا مثابرة لا تلين: «تعلمت من رايلا أن تكون مثابراً؛ لقد كان دائماً قائداً صامداً في كل الانتخابات… وكان يعود للمحاولة مرة تلو الأخرى.»
وُضع على تابوته قبعته المفضلة ومجدُف الطيران التقليدي ضمن رموز الاحترام والتقدير. من بين الشخصيات البارزة التي نعت أودينغا، جاء تعليق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ذو الأصول الكينية من المنطقة نفسها، فكتب على منصة «إكس» أن رايلا كان بطلاً ديمقراطياً حقيقياً، طفل الاستقلال الذي تحمل عقوداً من النضال والتضحيات في سبيل الحرية والحكم الذاتي في كينيا، وأنه مراراً وضع مصلحة بلده فوق طموحاته الشخصية واختار طريق المصالحة السلمية من دون أن يتخلى عن قيمه الأساسية.
من المنتظر أن يُدفن أودينغا يوم الأحد في مراسم خاصة بمزرعته في بوندو على بعد نحو ستين كيلومتراً غرب كيسومو، وقد أوصت العائلة أن تتمّ مراسم الدفن بأسرع وقت ممكن، ويفضل خلال سبعين ساعة تقريباً.
رايلا أودنغا: الرجل اللذي شكّل السياسة الكينية