المقامرة عبر الإنترنت تستهدف المراهقين — ما دور الشعور بالوحدة والمدارس؟

قالت روجرز إنهم تجنبوا خوض نقاشٍ قائمٍ على مواجهة الأساطير بالحقائق، لأن الأدلة البحثية تُظهر أن التلاميذ يتذكرون الأساطير أحيانًا ويخلطون بينها وبين الحقائق. مستفيدين من إخفاقات برنامج D.A.R.E لمكافحة المخدِّرات، صُممت المواد التعليمية حول المقامرة لشرح ماهية المقامرة للأطفال من دون أن تُعلِّمهم كيفية ممارستها.

«نحن لا نعلّمهم المقامرة»، هكذا أوضحت روجرز. وتُجرى اختبارات قصيرة بين الوحدات لتتحقق ما إذا كان الطلاب قد استوعبوا ما عُرض عليهم.

هل هناك فرصة لأن تتبنّى ولايات أخرى هذا النهج؟ روجرز ترى أن الاهتمام واسع، وأن فيرجينيا تُعد نموذجًا يُراد تقليده؛ وماساتشوستس ونيوجيرسي تنظران حاليًا في تشريعات بهذا الشأن. وفي الوقت نفسه، يعيق غياب قيادةٍ اتحاديةٍ موحدة جهود الولايات، إذ لا يوجد مخططٌ وطني يمكن للولايات تبنّيه ببساطة لمعالجة مشكلة المقامرة الإشكالية. كما أن الحكومات تتباطأ أحيانًا في الاستجابة لتهديدات لا تبدو فورية.

توضّح دورا-شاوول أن أنظمة المدارس لم تلحق بركب نظام الصحة، وأن نظام الصحة بدوره تأخر عن متابعة اتجاهات صناعة المقامرة؛ فقد استغرق الأمر نحو ثلاثين عامًا ليتحرك المجتمع تجاه المخاطر الصحية للتبغ والكحول والأفيونيات. كما أن إيرادات الولايات من المقامرة القانونية تُخمد الحماس لفرض ضوابط صارمة، إذ توفّر عائدات المقامرة مصدرًا جديدًا من الأموال للخزائن الحكومية.

ليس كلّ باحثٍ في إدمان المقامرة يعتقد أن الدروس الإلزامية المدرسية التي تركز على المنع هي أفضل وسيلة للوقاية من الإشكاليات. تيموثي فونغ، طبيب نفساني ومشارك في إدارة برنامج دراسات المقامرة بجامعة UCLA، قال إن «الإدمان والوحدة يتغذيان على بعضهما بعضًا».

الشباب الذين ينغمسون في سلوكيات إدمانية يبحثون عن طرق سريعة لتحقيق نجاح مالي واجتماعي؛ لا يستطيعون مقاومة وعد «المال السهل» المتاح لهم عبر أجهزتهم. «يقولون: ‹أحتاج مالًا سريعًا لأشعر بالرضا عن نفسي›»، ويضيف فونغ أن ما يفتقدونه في حياتهم هو تنمية الطيبة والتعاطف والامتنان والرحمة، وتقوية الوعي المدني والفخر بالنفس وبالمجتمات التي يعيشون فيها.

يقرأ  العقوبات الأممية الأخيرة على إيران: ما هي تداعياتها على الصراع الإسرائيلي–الإيراني؟

بالطبع يحتاج الشباب إلى أساسٍ في الثقافة المالية وفهم مبادئ الاحتمالات، لكن سيكون أكثر فاعلية معالجة التوقعات الخاطئة والخيالات حول الثراء الفجائي عبر الرهانات. يحتاج الأطفال إلى ارتباط إنساني حقيقي أكثر من غمرهم بمناهج مناهضة للمقامرة؛ ولا سيما المرشدون البالغون القادرون على معارضة رسائل وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات المضلِّلة.

«ليس هناك طلقة سحرية»، قالت روجرز محرِفةً أنه لن يُحلّ المشكل بجلسة واحدة مدتها تسعين دقيقة عن مخاطر المقامرة. يحتاج الأطفال إلى أدوات للنجاح وطرق أفضل لتخفيف الضغوط. «هذا جزء واحد فقط»، أضافت.

جوناثان كوهين، مؤلف كتاب Losing Big: America’s Reckless Bet On Sports Gambling، روى أن مدراء المدارس بدأوا يتصلون به طالبين إرشادًا للتعامل مع مشكلات جديدة، مثل طلاب المرحلة الإعدادية الذين يتحدثون بصراحة عن المقامرة ويتفاخرون بأرباحهم. كوهين يرى أن على الأهالي والمدارس أن يتحدّثوا مع الطلاب، على أقل تقدير لمواجهة السرد السائد الذي تروّجه المؤثرات والمشاهير عبر التلفزيون ووسائل التواصل: أن الرهان أنيق وممتع ولا يُؤدّي إلى أذى.

أضف تعليق