الشرطة تنفذ مئاتّ المداهمات في كشمير التي تُديرها الهند بعد هجوم مميت قرب القلعة الحمرء في دلهي
نُشر في 12 نوفمبر 2025
قالت السلطات الهندية إن انفجار سيارة قرب قلعة الحمراء في دلهي، الذي أسفر هذا الأسبوع عن مقتل عدد من الأشخاص، كان عملاً إرهابياً، ما مثّل التصنيف الرسمي لطبيعة الحادث للمرة الأولى.
ووصفت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الحادث بأنه «عمل إرهابي شائن ارتكبه عناصر مناوئة للوطن»، مضيفة أنها فتحت تحقيقاً عاجلاً «لكي تُعرَف الجناة ومتعاونوهم ورعاتهم وتُقدَمهم إلى العدالة دون إبطاء». ولم تُصدر الحكومة أدلة جديدة مع إعلانها، لكنها أشارت إلى أن التحقيق يسير في إطار قانون مكافحة الإرهاب الذي يمنح سلطات أوسع للاعتقال والبحث.
قالت الشرطة إن الانفجار، الذي وقع قرب نصب يعود للقرن السابع عشر ويرمز للسلطة السياسية في البلاد، أودى بحياة ما لا يقل عن 13 شخصاً. وإذا تأكد أن الهجوم كان متعمداً، فسيكون أعنف انفجار يشهده عاصمة الهند المزدحمة منذ عام 2011.
في إقليم كشمير، نفذت قوات الأمن مداهمات في مئات المواقع واحتجزت نحو 500 شخص، حسبما أخبر مصدر في شرطة كشمير وكالة رويترز؛ وأُفرِج عن معظمهم بعد التحقيق والاستجواب. وجاءت تلك الحملات بعد ساعات من إعلان سلطات إقليم جامو وكشمير الخاضع للإدارة الهندية توقيف سبعة رجال، من بينهم طبيبان، في إطار تحقيق منفصل بمزاعم «الإرهاب».
تجري حالياً تحقيقات لمعرفة ما إذا كان ثمة صلة بين الرجال السبعة وسائق السيارة المنفجرة، وفق ما نقلت وكالات أنباء عن ثلاثة مصادر مطلعة. وادّعت شرطة كشمير أن الموقوفين جزء من «منظومة إرهاب مكتبية» تربطها صلات بجماعات مقيمة في باكستان مثل جيش محمد وأنصار غزوة الهند.
لم ترد وزارة الخارجية الباكستانية على طلب للتعليق على الفور. تتهم نيودلهي باكستان بدعم جماعات مسلحة تعمل في كشمير، الإقليم الجبلي الذي تطالب به كلتا الدولتين، فيما تنفي إسلام آباد تلك الاتهامات.
منذ عام 1989، قُتل عشرات الآلاف في انتفاضة مسلحة ضد الهند في كشمير، رغم أن وتيرة العنف انخفضت نسبياً في السنوات الأخيرة. وفي أبريل الماضي قُتل 26 رجلاً في هجوم على سياح هندوس في كشمير، اتهمت نيودلهي حينها «إرهابيين» مدعومين من باكستان، وهو ما نفته إسلام آباد. وأسفر ذلك التوتر عن أسوأ مواجهة عسكرية بين القوتين النوويتين منذ عقود قبل أن تتوصلان إلى وقف لإطلاق النار بعد أربعة أيام.