الواقع الافتراضي يوفر متنفسًا لأطفال غزة الجرحى من ويلات حرب إسرائيل

قبعات الواقع الافتراضي تمنح أطفال فلسطين المصابين والمصدومين فسحة مؤقتة من المعاناة في غزة الممزقة بالحرب

نُشر في 13 ديسمبر 2025

داخل خيمة مؤقتة بمنتصف الزوايدة في قطاع غزة المحاصر، تختفي أمام الأطفال آثار الحرب الإسرائيلية التي ألحقت دمارًا بالأحياء والمدارس والمستشفيات، ومزقت العائلات وحطمت حياة الناس لأكثر من عامين. تأخذ تقنية الواقع الافتراضي هؤلاء الصغار، الذين يعانون جروحًا بدنية ونفسية، إلى عوالم بعيدة يشعرون فيها بالأمان لوهلة.

«بعد أن أصبت في رأسي أحاول أن أنسى الألم»، قال صلاح أبو ركبة، أحد الأطفال المشاركين في الجلسات داخل خيمة الواقع الافتراضي. «عندما أضع السماعة أنسى الإصابة؛ أجد راحة، وأنسى الخراب والحرب، وحتى صوت الطائرات المسيرة يختفي.»

تقول لما أبو دلال، مسؤولة التواصل في مبادرة Gaza MedTech التي تقود المشروع، إن آثار الحرب محفورة في أجساد الأطفال بشكل دائم، لكن خوذات الواقع الافتراضي تمنحهم فرصة ليكونوا أطفالًا لبرهة قصيرة.

أطلقت Gaza MedTech المبتكر الفلسطيني مصعب علي، الذي لجأ إلى الواقع الافتراضي لتهدئة ابنه المصاب، وقد قُتل علي لاحقًا في هجوم إسرائيلي. وأكدت دراسات علمية أن للواقع الافتراضي أثرًا إيجابيًا في علاج اضطرابات نفسية، بينها اضطراب ما بعد الصدمة. ولكن توفير هذه الخدمة واستمراريتها في غزة صعبان، إذ تُمنع قطع الغيار والأجهزه من الدخول إلى القطاع بموجب الحصار، ما يعرقل تشغيل الأجهزة والحصول على بدائل.

منذ دخول هدنة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، سمحت إسرائيل بدخول مساعدات أكثر قليلًا، إلا أن ذلك لا يرقى إلى مستوى احتياجات غزة ولا إلى ما نصّ عليه الاتفاق. وتقول السلطات في غزة إن الهدنة انتهكت من قبل إسرائيل ما لا يقل عن 738 مرة منذ تفعيلها.

تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 90% من أطفال غزة يظهرون علامات توتر شديد ناجمة عن فقدان الأمان والاستقرار، وسيحتاجون إلى دعم طويل الأمد للتعافي النفسي. ودعت هيئات أممية عدة، منها منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وخبراء مستقلون، إلى فتح ممرات فورية وغير معيقة لإدخال المعدات الطبية والدعم النفسي الضروريين.

يقرأ  آرت بازل باريس تمنح غاغوسيان استثناءً لإحضار عمل لفنان من الأساتذة القدامى

أضف تعليق