الولايات المتحدة توجه اتهامات جنائية لزعيم عصابات هايتي الملقب «باربكيو»

أعلنت النيابة الفدرالية الأميركية توجيه تهم جنائية ضد جيمي شيريزيه، زعيم العصابات الهايتي المعروف بلقب «باربيكيو» والذي يقود تحالفًا من العصابات يسيطر على أجزاء واسعة من العاصمة بورت أو برنس.

تفيد لائحة الاتهام بأن شيريزيه، إلى جانب مواطن أميركي يدعى بازيل ريتشاردسون (48 عامًا)، جمعا أموالًا من جالية الهايتيين في الولايات المتحدة لتمويل أنشطة العصابات وشراء أسلحة، وهو ما يشكل انتهاكًا لعقوبات الولايات المتحدة.

شيريزيه، الضابط السابق في الشرطة والمطلوب حاليًا داخل هايتي، يقود مجموعة تُعرف باسم Viv Ansanm («نعيش معًا»). وتعرض الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار — أي نحو 3.7 مليون جنيه إسترليني — مقابل أي معلومات تؤدي إلى توقيفه.

تتهم السلطات المجموعة بارتكاب عمليات قتل وعمليات اختطاف وهجمات على بنى تحتية عامة ومتنوعة.

قالت المدعية الأميركية جانين بيرو خلال مؤتمر صحفي: «هناك سبب وجيه لوضع مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يؤدّي إلى القبض على شيريزيه». وأضافت أن شيريزيه «زعيم عصابة مسؤول عن انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الموجه ضد مواطنين أميركيين في هايتي».

تزعم النيابة أيضًا أن له دورًا محوريًا في مذبحة لا سالين عام 2018 التي أودت بحياة 71 شخصًا، ودُمرت خلالها أكثر من 400 منزل، وتعرضت ما لا يقل عن سبع نساء للاغتصاب.

ريتشاردسون، الذي اعتُقل في تكساس الشهر الماضي، مواطن أميركي مُجنّس نشأ في هايتي، وكان يقيم في ولاية نورث كارولاينا قبل توقيفه، بحسب ما أفاد المدعون.

ويُذكر أن ريتشاردسون، المعروف أيضًا بأسماء مستعارة مثل «فريدو» و«فريد ليون» و«ليو danger» و«ليبي بلود» ساهم في جمع أموال استُخدمت لاحقًا لدفع زعماء العصابات وشراء أسلحة، وفقًا للمسؤولين.

قال مساعد المدعي العام الأميركي جون آيسنبرغ إن الرجلين ساهما في «تمويل مشروع شيريزيه الإجرامي العنيف، الذي يفاقم أزمة أمنية في هايتي». وأضاف أن الولايات المتحدة «ستواصل ملاحقة من يسهلون العنف وعدم الاستقرار في هايتي».

يقرأ  إير كندا تلغي رحلاتها مع اقتراب الإضراب — ما تبعات ذلك؟أخبار الطيران

في مايو الماضي، صنفت الولايات المتحدة مجموعة Viv Ansanm، التي تسيطر على العاصمة منذ نحو 2020، منظمة إرهابية أجنبية. وفي وقت سابق من هذا العام أعلنت المجموعة عن نيتها التحول إلى حزب سياسي.

إلى جانب عقوبات الولايات المتحدة، فإن شيريزيه خاضع أيضًا لعقوبات من الأمم المتحدة وكندا وبريطانيا، التي تتهمه بتأجيج العنف في هايتي. وإذا تم توقيفه، قد يُعرض لتسليم محتمل إلى الولايات المتحدة، غير أنه لا يزال يتمتع بنفوذ كبير في الشوارع ومحميًا من قبل عناصر مجموعته.

في عام 2021 اغتيل الرئيس جوفينيل مويس على يد مسلحين مجهولين في بورت أو برنس، ومنذ ذلك الحين انحدرت البلاد — الفقيرة على مستوى الأمريكتين — إلى فوضى اقتصادية وضعف في سلطة الدولة وتصاعد حرب العصابات.

سيطرة العصابات على بورت أو برنس أدّت إلى انهيار شبه كامل للنظام والقانون، وتدهور الخدمات الصحية وظهور أزمة حادة في الأمن الغذائي.

خلال الأشهر الأخيرة فشلت قوة أمنية بقيادة كينية وبدعم من الأمم المتحدة في استعادة السيطرة على العاصمة الهاييتية.

وفيما يتصاعد العنف، وصل الوضع الإنساني في هايتي إلى مستويات خطيرة؛ إذ تقدر تقارير الأمم المتحدة أن نحو 5.7 مليون شخص — أي أكثر من نصف سكان البلاد — يواجهون انعدامًا حادًا للأمن الغذائي، وهناك أكثر من مليون نازح داخليًا.