اتفقت الولايات المتحدة والصين على إنشاء قنوات اتصال عسكرية مباشرة لتفادي الاصطدام وتهدئة أي تصعيد عقب اللقاء التاريخي بين زعيمي البلدين، دونالد ترامب وشي جينبينغ، وفق ما صرّح به وزير الدفاع الأميركي.
في بيان نشره على منصة X يوم السبت، قال بيت هيغسِث إنّه ونظيره الصيني، وزير الدفاع الوطني دونغ جون، اتفقا على ذلك بعد مكالمة هاتفية جرت ليلةً قبل اللقاء. ولم يصدر تعليق فوري من بكين.
أوضح هيغسِث أن اللقاء، الذي تلا قمة ترامب وشي في كوريا الجنوبية والتقيا أيضاً في ماليزيا على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا، شهد تأكيداً على أن السلام والاستقرار والعلاقات الجيدة تصبّ في مصلحة البلدين العظيمين والقويين. وقال: «أنا والأميرال دونغ اتفقنا على إقامة قنوات عسكرية-عسكرية لتفادي أي مشاكل وتهدئة أي تصعيد قد ينشأ».
طالما دعا الخبراء إلى اتصالات عسكرية مباشرة بين القوتين، لا سيما وأن بحريتيهما تنشطان على نطاق واسع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، معتبرين أن خطوط الاتصال هي أفضل وسيلة لتفادي التصعيد غير المقصود. ومع ذلك، ظلت مثل هذه الاتصالات متقطعة مع تماوج التوترات بين البلدين.
قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في مايو إن غالبية أكثر من تسعين قناة اتصال بين حكومتي الولايات المتحدة والصين خمدت خلال الفترة الأولى من رئاسة ترامب (2017–2021). وفي 2022 قطعت الصين الروابط القليلة المتبقية مع الجيش الأميركي بعد زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان، الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تعتبرها بكين مقاطعة صينية.
تبع ذلك سلسلة من المواجهات القريبة بين القوات الصينية والأميركية في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، منها اتهام الجيش الأميركي في مايو 2023 لطائرة مقاتلة صينية بتقاطع أمام طائرة استطلاع أميركية فوق بحر الصين الجنوبي فيما وصفه بـ«مناورة عدوانية لا لزوم لها». وفي يونيو من العام نفسه قال الجيش الأميركي إن مدمرة صينية أبحرت عبر مسار مدمرة أميركية في مناورة اعتبرها غير آمنة. حينها حمّلت بكين واشنطن المسؤولية واتهمتها بـ«استفزاز المخاطرة» بإرسال سفن قرب سواحلها.
انخفضت حدة التوتر بعد لقاء بايدن وشي في نوفمبر 2023، إذ اتفق الطرفان وقتها على استئناف الاتصالات العسكرية رفيعة المستوى. ومع ذلك ذكر المركز في مايو أن تلك الاتصالات بقيت «محدودة» منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، وأن غياب قنوات إدارة الأزمات بين البلدين يزيد من مخاطر التصعيد، في ظل تصاعد حرب تجارية أميركية ضد بكين.
في قمة ترامب وشي بكوريا الجنوبية في 30 أكتوبر اتخذ الزعيمان خطوات لخفض التوتر، منها تخفيض معدل التعريفات على السلع الصينية من 57% إلى 47%. وقال ترامب أيضاً إن الصين تعهّدت بالإبقاء على تدفق معادن الأرض النادرة، لكن لم يَصدر أي إعلان عن صفقة لبيع تيك توك لمستثمرين أميركيين أو عن بيع محتمل لرقائق نفيديا المتقدمة. وأعلن ترامب أنه سيسافر إلى الصين في أبريل، وأن شي سيزور الولايات المتحدة لاحقاً.
التقى هيغسِث بدونغ يوم التالي لقمة ترامب وشي على هامش قمة الآسيان في ماليزيا. وقال في منشور على X بعد اللقاء إنه أشار الى أهمية الحفاظ على توازن القوى في منطقة الهندوـهادئ وشدّد على مخاوف الولايات المتحدة من أنشطة الصين في بحر الصين الجنوبي وحول تايوان وفيما يتعلق بحلفائها وشركائها في المنطقة.
وأضاف: «الولايات المتحدة لا تسعى للصراع، لكنها ستواصل بحزم الدفاع عن مصالحها وضمان امتلاكها القدرات والاسلحة اللازمة في المنطقة».
من جهتها، نقلت وزارة الدفاع الصينية أن دونغ أخبر هيغسِث أن إعادة توحيد الصين وتايوان «اتجاه تاريخي لا يمكن إيقافه»، وحثّ الولايات المتحدة على توخّي الحذر في أقوالها وأفعالها بشأن قضية تايوان. ونقلت الوزارة عن دونغ قوله إن الصين ملتزمة بالتنمية السلمية بينما تحمي مصالحها الأمنية القومية بحزم، «وتمتلك القدرة الكاملة على الرد بهدوء على أي انتهاك أو استفزاز».