اليابان والصين تتبادلان الاتهامات في الأمم المتحدة على خلفية تصريحات تاكايتشي بشأن تايوان

تتواصل التداعيات بعد تصريح رئيسة وزراء اليابان بأن أي استخدام للقوة ضد تايوان سيكون «مهددًا لبقاء» اليابان.

في الأمم المتحدة، تصاعدت الحرب الكلامية بين طوكيو وبكين على خلفية تصريحات سابقة وغير مسبوقة أدلت بها سَناي تاكايتشي حول دور اليابان في حال اندلاع مواجهة حول الجزيرة. كتب سفير اليابان لدى الأمم المتحدة رسالة إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش الخميس، رافضًا اتهامات بكين بأن تصريحات تاكايتشي انتهكت «الأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية».

وقال السفير كازويوكي يamazaki في رسالته إن «الادعاءات الواردة لا تتوافق مع الحقائق، ولا تستند إلى أدلة، وهي غير مقبولة بشكل قاطع». وتعد هذه الرسالة الثانية التي تُرسلها اليابان إلى غوتيريش خلال شهرين، وكلاهما جاء ردًا على مراسلات منفصلة بعثت بها الصين إلى الأمم المتحدة بشأن تصريحات تاكايتشي.

بدأ الخلاف في نوفمبر عندما قالت تاكايتشي أمام أعضاء البرلمان الياباني إن قيام الصين باستخدام القوة ضد تايوان سيشكّل «وضعًا يهدد بقاء اليابان»، بحسب وسائل إعلام يابانية. ومع أن تايوان واليابان لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، فإن البلدين جيران مقربون وحلفاء غير رسميين، وتتم بين نواب برلمانييهما لقاءات منتظمة على مستوى الأحزاب.

ويقول خبراء إن تصريح تاكايتشي شكّل خروجًا عن التقليد الدبلوماسي لطوكيو التي تميل عادة إلى الحذر في قضايا تايوان. وذكر جيفري هول، محاضر دراسات يابانية في جامعة كاندا للدراسات الدولية، أن هذه هي المواقف غير الرسمية التي لطالما تبنتها اليابان بصمت، لكن رؤساء الوزراء نادرًا ما يعلنونها صراحة.

من جانبها، تعتبر بكين تايوان جزءًا من أراضيها وتتعهد في نهاية المطاف بضمها سلميًا أو بالقوة في إطار حملة لتحديث قدراتها العسكرية، وتؤكد أن المسائل المتعلقة بتايوان تقع ضمن شؤونها الداخلية. إلى ذلك، ألمح دبلوماسي صيني في أوساكا عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي — حُذف لاحقًا — إلى وجوب «قطع رأسها» على خلفية تصريحات تاكايتشي، حسبما نقلت وكالة رويترز.

يقرأ  الولايات المتحدة ترفع السرية عن سجلات تحقيق مقتل إيميت تيل قبيل الذكرى الـ٧٠ لشنقه

كما شرعت وسائل الإعلام الرسمية الصينية في نشر مواد تشكك في ادعاءات اليابان بشأن أوكيناوا وجزر ريوكيو، فيما وُصفت هذه الحملات رقميًا بأنها «مضايقات جيوسياسية». وتتبنى تاكايتشي، مثل مرشدها الراحل رئيس الوزراء شينزو آبي، موقفًا داعمًا لتعزيز قدرات الجيش الياباني المعروف باسم «قوات الدفاع الذاتي» ولمراجعة الدستور السلمي لما بعد الحرب. وبينما لا يزال خيار إعادة التسلح موضوعًا مثيرًا للجدل داخل اليابان، ساهم الخلاف الأخير مع الصين في رفع شعبية تاكايتشي بحسب هول.

وقد أغضبت محاولات بكين مساواة اليابان المعاصرة بماضيها في الحرب العالمية الثانية الرأي العام الياباني، تذكيرًا بفترة احتلال إمبراطورية اليابان لامتداد واسع من شرق وجنوب شرق آسيا آنذاك. وفي رسالته الثانية للأمم المتحدة هذا الأسبوع بشأن تاكايتشي، ألمح الممثل الدائم للصين لدى المنظمة فو كونغ إلى الإرث التاريخي لليابان، واصفًا تصريحاتها بأنها «مضللة» وتتنافى — بحسبه — مع نتائج الحرب العالمية الثانية والنظام الدولي الذي نشأ بعدها، وأنها تشكل انتهاكًا خطيرًا لأغراض ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

أضف تعليق