اليونان تُسَلِّم الأوليغارش بلاهوتنيوك إلى مولدوفا في قضية احتيال بقيمة مليار دولار

تم تسليم أحد oligarchs المولدوفيين وسياسي سابق بارز من اثينا إلى مولدوفا، متّهمًا بالمشاركة في اختلاس نحو مليار دولار — ما عُرف بقضية «سرقة القرن». نُقِل فلاديمير بلاهوتنيوك، البالغ من العمر 59 عامًا، صباح الخميس جواً إلى كشيناو ثم إلى مركز توقيف في عاصمة البلاد، بحسب مسؤولين محليين.

الملياردير، الذي يواجه عدة قضايا جنائية مستمرة في مولدوفا، نفى مرارًا ارتكاب أي مخالفة، وأكد عزمه على إثبات براءته. بدأت إجراءات تسليمه بعد توقيفه في مطار اثينا في 22 يوليو بناءً على طلب سلطات مولدوفا؛ ورُافقه خلال الوصول عناصر من الشرطة المولدوفية ومسؤولون من الإنتربول قبل أن يُنقل إلى سيارة تغادر المطار.

يأتي هذا التطور قبل أيام من الانتخابات البرلمانية المقررة في 28 سبتمبر، في ظل تحذيرات الرئيسة مايا ساندو من مخاطر تهدّد استقلال مولدوفا ومستقبلها الأوروبي؛ إذ حذّرت من محاولات روسيا إثارة العنف ونشر المعلومات المضللة. وقالت ساندو: «إذا لم نستسلم عند الشدائد واستمررنا في النضال — والمجتمع كله يقاتل — فحتى المجرمون الذين بدوا لا يُقهرون سيقفون أمام العدالة».

محاميه لوتشيان روغاك اتهم الحكومة الموالية للاتحاد الأوروبي بتحويل عملية التسليم إلى «مسرحية سياسية مبتذلة» قبيل الانتخابات، وادّعى أيضًا أن الحقوق الأساسية لموكلّه انتُهكت خلال الإجراءات. في المقابل، تتهم الأحزاب الموالية لروسيا ساندو بمحاولة ترهيب الخصوم والتأثير على نتيجة الاقتراع، وتقول إن حكومتها تقصّر في مواجهتها للفساد المستشري.

تعود جذور القضية إلى اختفاء نحو مليار دولار من ثلاثة بنوك مولدوفية عام 2014، وهو مبلغ عُدّ آنذاك أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وفي إطار الجدل السياسي الحالي، كشفت تحقيقات إعلامية عن شبكة مرتبطة بموسكو ورجل الأعمال الفار إيلان شور تعمل على نشر معلومات مضللة؛ حيث وجدت تقارير سرية صحفيين متخفّين أشخاصًا يتقاضون أموالًا لنشر محتوى مزيف على الإنترنت بهدف تقويض الحزب الحاكم قبل الانتخابات، وقد حصدت تلك المنشورات ملايين المشاهدات.

يقرأ  إسرائيل تقصف مستشفى ناصر المرفق الطبي الرئيسي في جنوب غزة أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

على مستوى دولي، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك من أن خسارة مولدوفا لصالح النفوذ الروسي ستكون صفعة لأمن أوروبا، موضحًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سيواصل توسيع الحرب إذا لم يُوقف». وفي ردود فعل من جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي (SVR)، توجّهت اتهامات إلى دول أوروبية بتدبير «تزوير فاضح» لنتيجة الاقتراع وطرحت روايات عن احتمال تدخل مسلّح واحتلال بحجة نشر قوات — مزاعم وُصفت بأنها تضليلية.

تجدر الإشارة إلى أن مولدوفا نالت استقلالها مع تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، لكنها لا تزال تضم شريحة كبيرة متحدّثة بالروسية، كما تبقى إقليم ترانسنيستريا المنشق المدعوم من موسكو موطناً لوجود عسكري روسي. الأوضاع الراهنة تُدخل البلد الفقير، الواقع بين رومانيا وأوكرانيا، في مفترق حاسم يقرّر ما إذا كانت مسيرة الانضمام إلى أوروبا ستستمر أم أن الضغوط الروسية ستُعيده إلى المدار الروسي.

أضف تعليق