امرأة برازيلية تتحول إلى رمز فضيحة الناخبين المزيفين في الهند

لاريسا نيري، حلاّقة برازيليّة من بيلو هوريزونتي في ولاية ميناس جيرايس، وجدت نفسها في قلب عاصفة إعلامية بعدما ظهرت صورتها على شاشة كبيرة خلال مؤتمر صحفي لزعيم المعارضة الهندي راهول غاندي هذا الأسبوع. في البداية اعتقدت أنّ الأمر خطأ أو مزحة، ثم تفجّرت حساباتها على وسائل التواصل وبدأ الناس يشيرون إليها ويُرسلون لها مقاطع الفيديو حيث ظهرت صورتها على شاشة العرض، فتيقّنت حينها أن ما يحدث حقيقي.

غاندي اتهم حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي (حزب بهاراتيا جاناتا) ولجنة الانتخابات بحدوث تلاعب في قوائم الناخبين في ولاية هاريانا خلال انتخابات العام الماضي، وادعى أن فريقه وجد، من بين نحو 20 مليون ناخب، قرابة 2.5 مليون إدخال مشبوه — منها تكرارات وسجلات جماعية وعناوين غير صالحة — وأن ذلك ربما أثّر على خسارة حزبه في الولاية. الحزب نفى هذه الاتهامات. بعد المؤتمر، نشر كبير موظفي الانتخابات في هاريانا رسالة قالوا إنّهم أرسلوها إلى غاندي في أغسطس لطلب توقيعه على يمين بأسماء ناخبين غير مؤهلين “حتى تُتّخذ الإجراءات اللازمة”، ولم يردّوا على تفاصيل مزاعمه أو على حالة نيري؛ وطلبت بي بي سي تعليق اللجنة الانتخابية.

لإثبات مزاعمه عرض غاندي شرائح على شاشة كبيرة، تضمّنت واحدةً صورة كبيرة للاريسا نيري وأخرى تجميعًا لِـ22 ناخبًا بأسماء وعناوين مختلفة لكن بصور متطابقة لها — أُشير إلى أسماء مثل سيما وسويتي وساراسواتي — وقال إن صورة مخزنية واحدة التُقطت بواسطة المصوّر البرازيلي ماثيوس فيريرو استُخدمت مرّاتٍ عديدة تحت هويات متعدّدة. نيري (29 عامًا) أكدت لبي بي سي أنّها هي في الصورة، لكنها أبكتها الكمية الكبيرة من الاهتمام: “نعم، إنها أنا لكنّها صورة منكنت أصغر سنًا”، وأوضحت أنها تعمل حلاّقة ولا عارضة أزياء، وأن الصورة التُقطت في مارس 2017، حين كان عمرها 21 سنة، قرب منزلها، بعدما اقترح المصوّر التقاط صور لها لأنه وجدها جميلة.

يقرأ  مكتب التحقيقات الفيدرالي يفصل عملاء ظهروا راكعين في احتجاجات جورج فلويد، وفق وسائل إعلام أمريكية

تفجّر الاهتمام منذ أيام: رسائل عشوائية في البداية، ثم اتصالات من صحفيين كثيرين وجدوا رقم محلّ عملها، فاضطّرت إلى إزالة اسم الصالون من ملفها العام لأنهم كانوا يزعجون مكان عملها، وتكلّم معها مدير الصالون. شعرت بالخوف والحيرة من إمكانية تعرّضها للخطر أو من أن كلامها قد يؤذي أشخاصًا في الهند، فهي لا تعرف أطراف النزاع ولا تتابع الانتخابات في بلادها فكيف في بلد آخر. لدرجة أنها لم تذهب إلى العمل صباحًا لأنها لم تكن قادرة على مشاهدة رسائل زبائنها من كثرة الاتصالات.

ماثيوس فيريرو، المصوّر الذي التقط الصورة، شهد بدوره تدفّقًا غير متوقّع من الانتباه. يقول إنه رفع صور الجلسة على فيسبوك وموقع صورٍ مجانيّ بموافقة نيري، وأن الصورة حقّقت انتشارًا عريضًا — نحو 57 مليون مشاهدة بحسب قوله — قبل أن يحذف الرابط من حسابه خوفًا من سوء الاستعمال، ويجعل منشوره الأصلي خاصًا. قبل ذلك تلقّى رسائل من أشخاص في الهند استفسروا عن هوية المرأة في الصورة، فظنّ أنها محاولة احتيال فقام بحظر بعض الحسابات والإبلاغ عنها؛ لكن بعد مؤتمر غاندي “انفجر كل شيء” ووصف تجربة اقتحام خصوصيته بأنها تجربة مُزعجة ومخيفة.

كلاهما، المصوّر والنموذج، لم يزُرا الهند قطّ ولا يفقهون كيف تحوّل حدث محليّ إلى قضية دولية تؤثر على حياتهما المهنية والشخصية. يقول فيريرو إنه إن كانت هذه القضية ستكشف تلاعبًا انتخابيًا فسيكون ذلك إيجابيًا، لكنه لا يملك تفاصيل كافية لتأكيد ذلك. نيري تختتم بتأكيد أنها بعيدة كل البعد عن هذا الواقع السياسي: “هذا بعيد عن حياتي؛ أنا حتى لا أتابع الانتخابات في البرازيل، فكيف سأتابع انتخابات في بلد آخر؟”

أضف تعليق