اندلاع اشتباكات في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد ساعات من مراسم توقيع اتفاق السلام التي حضرها ترامب — أخبار الصراع

تجدد القتال في شرق الكونغوو: اتهامات متبادلة بين جماعة M23 المدعومة من رواندا والقوات الحكومية

نُشر في 5 ديسمبر 2025

اشتبكت مجدداً جماعة المتمردين M23 المدعومة من رواندا مع قوات حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية في شرق البلاد، بعد يومٍ واحد من استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقادة الكونغو ورواندا في واشنطن وتوقيعهم اتفاق سلام يهدف إلى إنهاء نزاع ممتد لعقود.

تبادل الطرفان الاتهامات بشأن تجدد العنف مساء الجمعة؛ إذ أعلنت جماعة M23 في بيان أن 23 شخصاً قُتلوا وأصيب آخرون في قصف نفذته قوات الجيش الكونغولي. وكتب المتحدث باسم الجماعة لورنس كانيوكا على منصة إكس أن القوات الكونغولية وحلفاءها شَنّوا «هجمات على مناطق ذات كثافة سكانية عالية في إقليمي شمال كيفو وجنوب كيفو باستخدام طائرات حربية وطائرات من دون طيار وقطع مدفعية ثقيلة».

وادّعت الجماعة أن قذيفتين أُطلقتا من بوروندي مساء الخميس على مقربة من بلدة كامانيولا، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين بجروح خطيرة.

استولت جماعة M23 المدعومة من رواندا في وقت سابق هذا العام على مدينتي غوما وبوكافو، وهما أكبر مدينتين في شرق البلاد، وهي ليست طرفاً مقيّداً باتفاق السلام الذي رعته الولايات المتحدة.

قال مسؤول رفيع في M23، طلب عدم الكشف عن هويته لعدم صلاحيته بالحديث إلى الإعلام، لوكالة رويترز إن قوات التمرد أعادت السيطرة على بلدة لوبيريكا وأسقطت طائرة من دون طيار تابعة للجيش الكونغولي. وفي المقابل أكّد متحدث باسم جيش الكونغو لرويترز أن اشتباكات تدور على محاور كازيبا وكاتوغوتا ورورامبو في إقليم جنوب كيفو.

وأضاف المتحدث أن «نزوحاً للسكان يحدث في لوفونغي نتيجة قصف قوات الدفاع الرواندية. إنهم يقصفون عشوائياً».

لم يكن من الممكن الحصول فوراً على تعليق من الناطقين باسم الجيش والحكومة الرواندية.

يقرأ  «مشروع القانون الكبير الجميل»: ماذا يعني للطلاب والمدارس والكليات؟

جاء تجدد القتال بعد يوم من تأكيد رئيس جمهورية الكونغو فيليكس تشيسيكيدي ورئيس رواندا بول كاغامي الالتزام باتفاق وساطة أمريكية توصلوا إليه في يونيو، والذي يهدف إلى استقرار البلاد وفتح المجال أمام مزيد من الاستثمارات الغربية في قطاع التعدين.

قال ترامب: «نحن نضع حداً لحرب استمرت لعقود»، في إشارة إلى سعي إدارته لتعزيز دورها كوسيط سلام ولخدمة مصالح الأعمال الأمريكية.

يرى محللون أن الدبلوماسية الأمريكية ساهمت في تجميد تصاعد العنف مؤقتاً في شرق الكونغو، لكنها لم تعالج القضايا الجوهرية، إذ لم تفِ لا الكونغو ولا رواندا بالتزاماتهما المنصوص عليها في اتفاق يونيو.

تسببت اشتباكات الجمعة أيضاً في نزوح جماعي للسكان: عبَر أكثر من 700 مواطن كونغولي — ومعظمهم من النساء والأطفال — إلى رواندا، حسبما أفاد فانول سيندايهيبا، مسؤول حكومي محلي في منطقة روسيزي بغرب رواندا. وأوضح أن اللاجئين يقيمون مؤقتاً في مركز عبور بالمنطقة ويتلقون مساعدات أساسية تشمل الغذاء ومواد الفراش.

أظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل أعمدة من النازحين يتجهون نحو رواندا عبر معبر بوغاراما-كامانيولا الحدودي بين الكونغو ورواندا، يحمل بعضهم متاعهم ومواشيهم.

وبحسب أحدث بيانات مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 123600 شخص في الكونغو بين شهري يوليو وأكتوبر بسبب هجمات مسلحة واشتباكات ونزاعات على الأراضي وكوارث طبيعية.

أضف تعليق