تأخر انطلاق أسطول «الصمود» من تونس إلى غزة بسبب مشكلات لوجستية
نُشِر في 14 سبتمبر 2025
انطلق أسطول الصمود العالمي من موانئ تونس، حيث أكد منظّمون ومشارِكون عزمهـم فكّ الحصار عن غزة وتقديم مساعدات غذائية وإنسانية عاجلة. خرجت القافلة من مدينة بنزرت الشمالية وعلى متنها ناشطون من أكثر من أربعين دولة، بعدما تَأخّر الإبحار إثر تعرض سفينتين لهجوم في وقتٍ سابق من الأسبوع.
أسفرت الحوادث عن إصابة السفينة الرئيسة «فاميلي» بطائرة مسيّرة أثناء رسوها في سيدي بو سعيد يوم الاثنين، وتعرّضت قارِبة «ألما» لهجوم ليلة الثلاثاء. لم ترد تقارير عن وقوع قتلى أو مصابين نتيجة الهجومين.
وقال حسن مسعود مراسل الجزيرة من على متن قارب «شرين أبو عكلة» إن الأسطول العالمي أبحر من الميناء التونسي متجهاً إلى قطاع غزة، وهو وجهته الرئيسية، دون توقفات مجدولة، بعد أربعة عشر يوماً على مغادرته من برشلونه. تحمل السفن إمدادات غذائية ومساعدات الإنسانيه إلى غزة، فيما يؤكّد المتطوّعون والمشارِكون أن المهمة سلمية وتهدف فقط لفتح ممرّ يُمكّن من إيصال المساعدات إلى السكان الفلسطينيين.
انضم إلى الأسطول عدد من الشخصيات البارزة، من بينها الناشطة المناخية غريتا ثونبرغ والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام وعمدة برشلونة السابقة آدا كولو، كما يشارك فيه على الأقل أربعة نوّاب إيطاليين وعشرات من المسؤولين المنتخبين والنشطاء. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أمام البرلمان إن روما طالبت إسرائيل باحترام حقوق مواطنيها الموجودين على متن الأسطول، بمن فيهم النواب، مشيراً إلى أن السفارة الإيطالية في تل أبيب تواصلت مع السلطات الإسرائيلية بتعليماته، وأنه تواصل هاتفياً مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر. وأوضح أن 58 إيطالياً من بين المشاركين وسيُقدّم لهم دعم قنصلي ودبلوماسي.
يُشير المنظّمون إلى أن أسطول الصمود، المستلهم اسمه من كلمة «الصمود» العربية، يشكّل أحد أبرز التحدّيات المصرّة على اختراق الحصار المفروض على سواحل غزة. تأتي المحاولة في ظل تحذيرات الأمم المتحدة من أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يواجهون مجاعة كارثية، ووصف مجموعات إغاثة وخبراء قانون حرب إسرائيل عملياتها في غزة بأنها قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
تأتي هجمات هذا الأسبوع في سياق حوادث سابقة تعرّضت فيها سفن الأسطول لاعتراضات أو استهدافات في البحر؛ ففي أوائل يونيو اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية سفينة الإغاثة «مادلين» في المياه الدولية وصادرت حمولتها واحتجزت طاقمها المؤلف من 12 شخصاً، بينما تعرّضت في مايو سفينة أخرى اسمها «كونشانس» لهجمات بطائرات مسيّرة قرب المياه المالطية ما جعلها غير قادرة على الاستمرار.